آخر الأخبار

كواليس الخديعة الكبرى في بالي وتخلي امريكا عن عنادها مع الصين

يبدو أن الناتو نفذت حلوله وتخلص من عناده فى التعامل مع موسكو، فلجأ إلى ورقته الرابحة الأخيرة عند الصين الحليف الاستراتيجي للدب الروسى، لتكون الوسيط فى إقناع روسيا بضرورة وضع حد للتصعيد وإيقاف التهديدات باللجوء إلى الخيار النووى وكذلك سحب الصين إلى الطرف الغربى.. ماذا فعلت دول الناتو بقمة العشرين؟

لم يخف عدد من قادة وزعماء العالم خلال قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا رغبتهم في استئناف التعاون مع بكين، لمواجهة التحديات العالمية المشتركة الكبرى، وعلى رأسها إيقاف المواجهات في أوكرانيا، لاسيما أن الدبلوماسية الصينية اعتمدت خطابا متوازنا، وحافظت على مصالحها مع موسكو، فقد اختارت في المقابل ألا تغالي في استفزاز الغرب، رغم الدعوات إلى إدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وفى الوقت ذاته شهدت قمة العشرين، تعهدًا من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنه لن تكون هناك “مواجهة باردة جديدة” مع الصين، بعد اجتماع تصالحي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

كما قال إنه لا يعتقد أن الصين ستستهدف تايوان، وذلك أول اجتماع وجهًا لوجه بين زعيمي القوتين العظمتين منذ أن تولى بايدن منصبه.

كما ناقش الزعيمان ملفي كوريا الشمالية واستهداف روسيا لأوكرانيا في المحادثات التي جرت في بالي، قبل يوم من قمة مجموعة العشرين في الجزيرة الإندونيسية.

ويبدو أن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية لعودة العلاقات مرة أخرى مع الصين بشكل طبيعى بعد محاولات استفزاز مستمرة خلال الفترة الماضية لاسيما فى ملف “تايوان”، هي استراتيجية جديدة من القيادة الأمريكية. حيث تحاول أمريكا سحب الصين إلى جانبها فى الأزمات المشتعلة فى العالم ولاسيما فى مواجهة روسيا.

وفي هذا السياق، قال السفير حمدي صالح مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات صفحية، أنه هناك نظرية أمريكية قديمة من أيام هنري كيسنجر ونيكسون، تقول إنه يجب أن تكون علاقات أمريكا بالصين، قوية، لكي تفصل بينها وبين روسيا، وبالتالي لا تجعل موسكو وبكين تتحالفان.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية ما تزال موجودة بشكل أو بآخر، بعمل علاقات مع الصين بقنوات مختلفة عن روسيا بحيث تبعدهما عن التحالف.

ولفت السفير حمدي صالح، إلى أن أهمية اللقاء تأتي أيضًا في الإطار الحالي لأزمة أوكرانيا، وبالتالي من المهم جدًا أن يكون هناك خط اتصال مباشر بين الرئيسين الصيني والأمريكي؛ لتقليل إمكانية زيادة التوتر وتقسيم الأمور لقطبين “الغرب والشرق ضد بعضهما”.

وأشار “صالح”، إلى أن الولايات المتحدة في الواقع تتصور الصين المنافس الرئيس، ورغم أنها لا تزال قوة إقليمية وليست عالمية، إنما الأمريكان ينظرون للمستقبل البعيد ويتحركون وفق هذا الإطار، ويحاصرون الصين من جميع النواحي سواء بعقد تحالفات مع دول آسيا أو الضغط عليها في أشكال مختلفة اقتصاديا وسياسيًا مثل قضية تايوان، مع عدم إغافال التأثير على التحالف الصيني الروسي.

وأكد أن فى الوقت ذاته من مصلحة الصين أن يكون لها خطوط اتصال مع الولايات المتحدة على أعلى مستوى.

تخلى الغرب عن عناده أخيرًا باللجوء إلى الصين لتكون هي المفتاح الذى يحل الأزمة المستمرة منذ فبراير الماضى والتى بسببها تكبد العالم كله وليس أوكرانيا فقط خسائر ضخمة.. فهل ينجح الغرب فى سحب الصين إلى جانبه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى