لماذا تسافر قارة أستراليا إلى الشمال؟ وهل تصل للقطب الشمالي؟

يبدو أن الكرة الأرضية تمر بتغيرات كبيرة، فما بين اكتشاف توقف لب الأرض عن الدوران، وبين زلازل تاريخية لم يسبق أن شهدها الكوكب يذهب فيها الآلاف ضحايا، وجد الباحثون كشف خطير عن الكوكب.. لماذا تسافر قارة أستراليا إلى الشمال؟

أعلن باحثون في مجال علوم الأرض، أن قارة أستراليا التي تقع فوق الصفيحة التكتونية الأسرع على كوكب الأرض، تتحرك شمالاً بسرعة، لدرجة أن إحداثيات الخريطة تغيرت بفارق يصل إلى 1.5 متر.

وقال دان جاكسا من مؤسسة “جيوساينس أستراليا” الحكومية: “ترد تغريدات تتساءل هل يعني هذا أن حمام السباحة الخاص بجيراني أصبح من ممتلكاتي الآن.. من الواضح أن الإجابة هي لا”.

وتابع: “بل يعني أن إحداثيات هذا الحمام بالنسبة لباقي العالم تحركت بالفعل 1.5 متر”، وأضاف أن الصفيحة التكتونية القارية لأستراليا تتحرك شمالاً بمعدل 7 سنتيمترات سنويًا، وأن أنظمة رسم الخرائط لا تواكبها.

وتستند الخرائط وأنظمة الملاحة التي تعتمد عليها إلى الموقع الذي كانت أستراليا فيه عام 1994، ويمكن للزلازل التي تقع بسبب تراكم الضغط بين الصفائح التكتونية، تغيير بناء الكتل الأرضية وسطح البحر، وتستطيع تحريك القارات في لحظات.

وقال جاكسا وزملاؤه العلماء، إنهم يعكفون حاليًا على التحقق من موقع أستراليا على سطح الأرض، وسوف تنشر النتائج التي يتوصلون إليها العام المقبل.

وتعتزم أستراليا تغيير خطوط الطول والعرض الخاصة بها، لسد فجوة زمنية بين إحداثياتها المحلية وإحداثيات نظم الملاحة العالمية بالأقمار الصناعية (جي بي إس).

وتختلف الخرائط والقياسات المحلية في أستراليا عن خرائط نظم الملاحة العالمية بفارق متر واحد.

وقال الجهاز الحكومي المعني بإجراء التغيير، إن “هذا الإجراء سيساعد على تطوير المركبات ذاتية القيادة التي تحتاج إلى بيانات دقيقة فيما يتعلق بالمواقع، لتتمكن من ضبط أجهزة الملاحة وتحديد الاتجاهات”.

وتوفر نظم القمر الصناعي الحديثة بيانات تساعد على تحديد المواقع اعتمادًا على خطوط الطول والعرض الدولية، التي لا تتغير حتى مع حركة القارات. ورغم ذلك، هناك دول عدة ترسم خرائط ومقاييس وفقًا لخطوط الطول والعرض الثابتة الخاصة بالقارات التي تقع فيها، وبسبب التحركات في القشرة الأرضية، تختلف الإحداثيات المحلية عن إحداثيات نظم الملاحة العالمية بمرور الوقت.

وحذر جاكسا من أن الاختلاف بين الإحداثيات المحلية والإحداثيات العالمية من الممكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة، خصوصًا أن هناك جرارات ومعدات زراعية ذاتية القيادة تجوب المزارع في أستراليا، وتحتاج إلى إحداثيات دقيقة حتى تتخذ المسار الصحيح.

لفت الزلزال التركي الضخم نظر العديد من المراقبين إلى قوة الزلازل وأثرها على تغيير الواقع في الكرة الأرضية لاسيما أن الزلازل القوية تقوم بتحريك الصفائح الأرضية، كالوضع فى تركيا رصد العلماء أن الدولة التركية تحركت من مكانها 3 أمتار، حيث يمكن للزلازل -التي تقع بسبب تراكم الضغط بين الصفائح التكتونية- تغيير بنية الكتل الأرضية وسطح البحر وتحريك القارات في لحظات.