آخر الأخبار

ماذا فعلت أديس أبابا ليكون تحذير مقلق لدولتي المصب؟

يبدو أن أزمة سد النهضة لا تعرف الطريق إلى الحل، على الرغم من الجهود الدولية المبذولة من قبل الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة الأمريكية من خلال مبعوثها للقرن الإفريقي أو القمة الأمريكية الإفريقية خلال الأسابيع الماضية للوصول إلى حل يحفظ حقوق جميع الأطراف، حيث تواصل إثيوبيا خطواتها المنفردة ضاربة بكل القوانين الدولية عرص الحائط.. ماذا فعلت أديس أبابا ليكون تحذير مقلق لدولتي المصب؟

في خطوة مهمة مهدت لها أديس أبابا خلال الأشهر الماضية، أكد خبير المياه المصري عباس شراقي أن إثيوبيا خطت نحو تجفيف الممر الأوسط من سد النهضة تمهيدا لتعليته، استعدادا للتخزين الرابع بحلول الصيف المقبل.

وأوضح “شراقي”، أن صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة، تظهر فتح بوابتي تصريف المياه من سد النهضة، بقدرة إجمالية 100 مليون متر مكعب يوميا.

وأضاف أن كمية المياه الواصلة إلى السد خلال شهر يناير تقارب 26 مليون متر مكعب يوميا، موكدا أن المياه ما زالت تتدفق أعلى الممر الأوسط، ومن المتوقع أن تتوقف قريبًا، ربما اليوم أو غدا.

وقال شراقي إن كمية التخزين تتوقف على ارتفاع السد، مشيرًا إلى أن كل متر مكعب ارتفاعا في الممر الأوسط يعادل تقريبا تخزين مليار متر مكعب من المياه في هذه المرحلة.

وأشار شراقي إلى أنه تم فتح بوابتي التصريف الأحد 8 يناير 2023 بعد فشل التوربينين في تمرير المياه التي تأتي من بحيرة تانا والتى تقدر بـ 10 مليون متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى بعض المياه من الأودية المجاورة ليصل إجمالي المياه عند سد النهضة في المتوسط خلال شهر يناير 26 مليون متر مكعب في اليوم.

وأكد خبير المياه أن المياه مازالت تتدفق أعلى الممر الأوسط ومن المتوقع أن تتوقف قريبا اليوم أو غداً، حيث أن كمية التخزين الرابع غير معلومة بالتحديد حتى لدى الإثيوبيين أنفسهم لأن تعلية السد بما فيه الممر الأوسط تتم وتتوقف بوصول الفيضان عند الارتفاع في ذلك الوقت، وهذا يتسبب في حالة ارتباك كبيرة في تشغيل السدود السودانية.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت الصيف الماضي، اكتمال الملء الثالث لسد النهضة، بحجم 22 مليار متر مكعب.

وأعلنت إثيوبيا انتهاء الملء الثاني في يوليو عام 2021، وبلغ حوالي 3 مليارات متر مكعب، فيما بلغ التخزين الأول للسد الذي جرى في يوليو عام 2020، حوالي 5 مليارات متر مكعب.

ومازال يثير السد أزمة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليه قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد.

وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الموقف المصري الثابت في التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدا تمسك القاهرة بحقوقها المائية المكتسبة وضمان الأمن المائي لها من خلال قواعد واضحة لعملية الملء والتشغيل.

للوصول إلى حل نهائى لأزمة سد النهضة يجب أن ترضخ إثيوبيا لطلبات مصر السودان للوصول إلى اتفاق ملزم لعملية الملء والتشغيل، لاسيما في أوقات الجفاف والجفاف الممتد لحفظ حقوق مصر والسودان التاريخية من مياه النيل.. فهل نصل لهذا الاتفاق قريبًا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى