آخر الأخبار

هل خبز المصريين في خطر بعد انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب الأممية؟

مصر فاجأت العالم كله وقررت الانسحاب من اتفاقية اسمها “اتفاقية تجارة الحبوب الأممية”.. وبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بالقرار.

يا ترى أيه تأثير القرار ده على المصريين؟ وهل فعلا في تأثير رغيف العيش والقمح اللي مصر بتستورده؟ وليه الدول الموجودة في الاتفاقية بتتحايل على مصر تراجع موقفها؟ كل ده وأكتر هنعرفه في التقرير ده من «أموال بنوك».

ما هي اتفاقية الحبوب؟

في البداية عشان تبقى فاهم.. اتفاقية تجارة الحبوب دي بتتكون من 34 مادة ووقع عليها 35 دولة من ضمنها أمريكا والاتحاد الأوروبي.

والاتفافية دي بتركز على توفير مجال آمن لتجارة الحبوب في العالم.. وبتعتمد على الشفافية بين الدول المصدرة والمستوردة.. عشان تضمن استقرار السوق.

المادة 29 من الاتفاقية دي بقى.. بتقول إن من حق أي عضو من الأعضاء أنه ينسحب من الاتفاقية في نهاية السنة المالية (في شهر 7 يعني).. بس بشرط أن الدولة تبلغ بقرار انسحابها قبل 90 يوم على الأقل من نهاية السنة المالية.

ده اللي مصر عملته بالظبط.. وبلغت بقرار انسحابها من الاتفاقية دي.. طيب ليه مصر تعمل كدا رغم أن في فوائد مهمة للاتفاقية دي.. ده اللي هنعرفه دلوقتي.

اتفاقية بدون مميزات

مصر عملت كدا وقالت بمنتهى الصراحة إن الاتفاقية دي مبتقدمش أي ميزة أو قيمة مضافة لمصر.. والقرار المصري طلع بعد ما وزارة الخارجية ووزارة التموين ناقشوا الموضوع لفترة كبيرة.

ورغم أن في كذا دولة من الدول الأعضاء بيطالبوا مصر أنها تعيد النظر في قرارها.. بس واضح كدا أن القرار المصري مفيهوش رجعة.. خصوصا أن الدكتور نادر نور الدين، المستشار السابق لوزير التموين، قال إن السنين اللي فاتت كان فيها أزمات كتير ومجلس الاتفاقية مقدمش أي دور.

شاهد مشفش حاجة

سنة 2008 مثلا.. حصلت أزمة المضاربات في العالم كله.. وفي سنة 2011 حصلت أزمة القمح وسعر الطن في السوق وصل 480 دولار.. وآخر أزمة وهي ارتفاع سعر القمح مرة تانية بسبب حرب روسيا وأوكرانيا.. وفي كل الأزمات دي مجلس اتفاقيات الحبوب كان بيتفرج مش أكتر.. ومبيقدمش حلول أو أي أفكار حتى.

ورغم أن مصر من أكبر المستوردين للقمح في العالم.. لكن اتفاقية تجارة الحبوب وكل الدول المشتركة فيها.. مكنش لهم أي دور في مساعدة مصر.. ومصر واجهت مشكلة توفير الدولار لوحدها.

وحتى وقت أزمة كورونا.. المجلس مقدمش أي معلومات عن أماكن نستورد منها القمح بأسعار أحسن من اللي في السوق.. واكتفى أنه يتفرج من بعيد زي ما بيعمل في كل أزمة.

ده غير أن في محللين بيقولوا أن المجلس كان بينقي دول معينة ويبعت لهم معلومات مهمة وباقي الدول كأنهم مش في الاتفاقية.. ومصر طبعا كانت بتدفع رسوم الاشتراك في الاتفاقية بالدولار.. لكن بدون أي فايدة.

لصالح الدول الكبرى فقط

النائب مجدي الوليلي، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، قال إن الاتفاقية كان من ممكن تحمي الدول النامية بقدر مناسب من الشفافية.. لكن ده محصلش.. والاتفاقية دي كانت بتعمل اللي في مصلحة الدول الكبرى مش الدول النامية.. عشان كدا مصر بصت لمصلحتها وانسحبت من الاتفاقية.

هل يؤثر الانسحاب على احتياجات مصر؟

انسحاب مصر من الاتفاقية دي مش هيكون له أي تأثير.. لأن مصر في الفترة اللي فاتت قدرت بعلاقاتها السياسية والدبلوماسية مع معظم دول العالم أنها توفر احتياجاتها.. وحتى بالنسبة للقمح.. فمصر بتستورده من كذا مكان ومن دول جديدة غير اللي متعودين عليها زي الهند.

والخسران من انسحاب مصر هو الاتفاقية نفسها لأن مصر هي أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم.. والقرار المصري ده عبارة عن رسالة واضحة بأن الاتفاقيات يا تكون مهمة وليها فايدة يا بلاش منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى