الدين والحياة

مالا تعرفه عن معاوية بن أبي سفيان الذ أسس مملكته في دمشق

يظل مؤسس الدولة الأموية الخليفة معاوية بن أبي سفيان من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي ، ففي حين وصفه البعض بالليونة والمرونة وصفه آخرون بالذكاء الشديد ، وكيف استطاع تطويع كل الظروف لصالح ترسيخ سلطانه وملكه في بلاد الشام ، عن أهم أعماله وكيفية تأسيسه لنظام الحكم الملكي والانطلاق من دمشق لتكوين امبراطورية مترامية الأطراف نحدثكم في التقرير التالي:

بدأ ترقي معاوية بن أبس سفيان في دائرة الحكم والسلطة منذ ولاه الخليفة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان ففتحا بهذا الجيش صيداء وجبيل وبيروت ومعظم بلاد الشام وفي عهد الفاروق عمر تولى حكم الأردن، وحين تولي عثمان بن عفان ( رضي الله عنه) الخلافة وتوفي يزيد بن أبي سفيان شقيق معاوية ولاه عثمان الحكم في كل بلاد الشام، فتمركز في دمشق ، ومن دمشق قرر أن يبدأ خطته لبناء الدولة الموعودة.

حين رحل الخليفة عثمان في حادث شهير أثار الفتنة بين المسلمين، تولي الخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه تطبيقا لمبدأ الشوري بين كبار الصحابة، وحين تولى قرر عزل معاوية من ولاية الشام، باعتبار أن هذا المنصب حصل عليه معاوية لأنه من أقارب عثمان الذين اتهم فيهم بأنه قربهم إليه ومنحهم العطايا والولايات، فرفض معاوية قرار عزله ورفع قميص عثمان مطالبة بالقصاص ممن أنى حياة الخليفة، ودارت المعارك بين جيش علي وجيش معاوية ولما كاد ينهزم جيش معاوية خرج عمرو بن العاص بخدعته الشهيرة مطالبا بالتحكيم .

وانتهت المعارك بعد أن تم إنهاء حياة الإمام علي وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين وفقا لاتفاق معين .

هنا بدأ معاوية في تكوين دولته الوليدة ، فمنذ البداية اختار ولاية الشام لمعرفة أبيه أبي سفيان بكبار رجالاتها، حيث كان من كبار التجار الذي يذهبون إلى هناك موسميا وكانت علاقاته وطيدة بكل القبائل ورؤوس القبائل الكبرى، وكانت عين معاوية على الدولة البيزنطية المجاورة فأخذ منها فكرة توريث الحكم ، وبهذا جعل الحكم لأول مرة في الإسلام وراثيا ، وهو أقرب للحكم الملكي ، واستحق بذلك لقب أول ملوك الإسلام .

جاءت صفات معاوية في العديد من كتب التاريخ تؤكد أنه كان شديد الذكاء وأنه كان لين الطباع مرنا، وهناك حديث بينه وبين عمرو بن العاص صديقه المقرب وذراعه اليمنى إذ قال له عمرو بن العاص ما دخلت أمرا إلا وعرفت كيف أخرج منه ، يقصد كيفية التخلص من المآزق ، فرد عليه معاوية قائلا أنا ما دخلت أمرا وأردت الخروج منه ، لما عرف به من الصبر والحلم وطول البال والحصافة والدهاء ، وحدة الذكاء الذي مكنه من معرفة قدر نفسه وأقدار الناس من حوله والتصرف وفقا لما تقتضيه الظروف.

تنبأ له أبوه بأن يسود قومه قائلا : إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق بأن يسود قومه، فقالت أمه هند بنت عتبة مستنكرة: ” قومه فقط ؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة ” .. وقد كان .
تولى معاوية الحكم من عام 41 إلى عام 60 هجرية، وألغى مبدأ الشورى لتبدأ من بعده سنة توريث الحكم في الخلافة الإسلامية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى