الدين والحياة

ما لا تعرفه عن الشيخ الجزائري المثير للجدل محمد فركوس

محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس، داعية جزائري اشتُهر على مواقع التواصل الاجتماعي بفتاويه المثيرة للجدل خصوصا في القضايا السياسية ومن بينها العلاقة مع الحكام.

بداية الداعية الجزائري محمد فركوس مع الأضواء كانت في مطلع عام 2018 عبر فتوى ضيق فيها دائرة أهل السنة والجماعة، وأخرج منها طوائف وفرقا ومذاهب وجماعات عديدة، وهو ما أحدث ضجة كبيرة على مستوى الجزائر ترددت أصداؤها في مناطق أخرى عديدة، إلا أن تلك الفتوى لم تكن الوحيدة.

فالشيخ محمد فركوس ينتمي إلى التيار المدخلي الجامي الذي تأسس ونما في المملكة العربية السعودية، ويعتمد في دعوته ومنهجه على أمرين: الولاء المطلق والطاعة الكاملة للسلطة الحاكمة والدفاع عن مواقفها وسياساتها مهما كانت، والهجوم المستمر على المخالفين وخاصة من التيارات الإسلامية.

ورغم أن بعض أتباعه ينفون انتماءه للتيار المدخلي، إلا أن تأثير أطروحات هذا التيار يبدو قويا في فكر الشيخ فركوس؛ حيث تبنى في العديد من آرائه وفتاويه المنشورة مواقف التيار ذاته من عدد من القضايا.

ومن الفتاوى التي يراها الكثيرون مثيرة للجدل للشيخ فركوس، حرمة المشاركة في الإضرابات بمختلف أنواعها، لأنها أسلوب يمارس فيه الشعب مظاهر سيادته المطلقة، وهذا من أساليب النظم الديمقراطية التي يعتبرها بمختلف أشكالها مخالفة لمنهج الإسلام في السياسة والحكم، بل هي معدودة من صور “الشرك في التشريع”.

وعن هذه الفتى، قال الداعية الجزائري فركوس إن التوصل إلى حقوق الشعب تأتي فقط عبر ما يعتبره “الطرق المشروعة”، من خلال “مراجعة المسؤولين وولاة الأمر، فإن تحققت المطالب فذلك من فضل الله سبحانه، وإن كانت الأخرى وجب الصبر والاحتساب والمطالبة من جديد حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين”.

وفي سياق فتاويه، صنف الشيخ فركوس دعاة الوطنية والديمقراطية الذين يناضلون في سبيل إقامة مجتمعات ديمقراطية حرة إلى قائمة الخوارج، فهم بحسبه ليسوا من أهل السنة والجماعة، وبالتالي ليسوا من الفرقة الناجية وفق التصور الذي ينطلق منه الرجل في فهمه ورؤيته الإسلامية.

موجة كبيرة من الانتقادات تعرض لها الداعية الجزائري محمد فركوس لتفتح الباب امام تساؤلات كثيرة عن مدى صحة فتاويه، وبالرغم من كل تلك الانتقادات إلا أنه يتمتع بشعبية كبيرة على شبكات لتواصل الاجتماعي المختلفة، كما يوافقه الكثير من علماء السلفية ويؤيدون آراءه رغم أن بعض علماء السلفية يلومون عليه بمخالفته للمذهب السلفي في بعض المسائل.

الشيخ فركوس بدأ تعليمه في مدرسةٍ قرآنيةٍ على يد الشيخ محمَّد الصغير معلم، ثمَّ الْتحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتمَّ فيها المرحلةَ الثانوية، وبالنظر إلى عدم وجود كلِّيَّاتٍ ومعاهدَ في العلوم الشرعية أنذاك واصل دراستَه النهائية بكلِّية الحقوق والعلوم الإدارية.

تتلمذ على يد عدد كبير من المشايخ من بينهم عطية محمد سالم: القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرِّسُ بالمسجد النبويِّ:، حضر بعضَ مجالسه في شرح «الموطَّأ» للإمام مالكٍ، وعبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه والأصول في كلِّيَّة الشريعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى