منوعات

قصة الصوت المجهول الذي يحرك البشر وعجز العلماء عن تفسيره

احذر..فأنا هنا حولك في كل مكان وكل وقت..لا تراني ولكني أراك، تشعر بي ولا يمكن أن تجدني أبد..صوت خافت يهمس في آذان الناس، يسمعونه جيدا ولا يعرفون من أين يأتي، أذهب النوم من عيونهم وأسكن الخوف في قلب كل من سمعه…صوت غامض يظهر في ولاية أمريكية ويثير قلق المواطنين … فما قصته؟

هو صوت مزعج بمجرد أن يدخل الآذان لا يخرج أبدا، يعلق في الأذهان والعقول، ويذهب النوم من أعين الناس، ويصيبهم بالصداع والقلق والخوف، والناس لا يعلمون حقاً من أين يأتي.. إنه عينة من صوت يأخذنا إلى الجنوب الغربي الأمريكي، للتحقيق في ظاهرة سيئة السمعة معروفة ببساطة بـ”همهمة تاوس”.

همهمة تاوس هي ظاهرة غريبة تحدث في بلدة اسمها تاوس في ولاية نيو مكسيكو، حيث لوحظ أن حوالي نسبة 2 في المائة من الناس، يسمعون صوت همهمة غريب أو صوت أزيز يزعجهم حقاً، ويعلق في رؤوسهم، ويبدو أن هذا الصوت المتواصل لا يصدر من أي مكان، ويعذب هؤلاء الذين يسمعونه ليلاً ونهاراً دون راحة.

و في بادئ الأمر اعتقد العلماء أنه حالة صحية تشبه الرنين بنبرة عالية لطنين الأذن، وشعر الأطباء بالحيرة من حديث المرضى بأن لديهم القدرة على التحرك بحرية نحو الصوت الوهمي أو بعيداً عنه، حيث وصفه من يسمعونه بأنه بمثابة صوت منخفض لمحرك ديزل أو يُشبه الصوت المرتفع للثلاجة.

وبينما يتوافق وصف الصوت مع جميع من يدّعي سماعه، تختلف قوة الصوت على نطاق واسع… ما يمثل شعوراً بالانزعاج للبعض، وكابوساً للبعض الآخر، حيث تسبب في انهيار حياة البعض فهم لا يمكنهم التخلص منه أو الابتعاد عنه، فالصوت يسيطر طوال اليوم، وطوال الوقت على عقلهم ورؤوسهم، حيث يمكن أن تدفع “همهمة تاوس” البعض للانهاء حياتهم بإرادتهم، كما أنها تؤثر في المرضى بشكل سيئ جدا.

وتشير نظرية لبعض العلماء إلى أن سبب الهمهمة قد يكون التحول الزلزالي الإقليمي، بينما يلقي آخرون اللوم على إشارات الراديو منخفضة التردد التي يستخدمها الجيش في مواقع سرية في الصحراء.

وقال ستيف آنوسيلي أستاذ علم وظائف الأعضاء في كلية سانت جوزف إن “نظرية المؤامرة تشدد على استخدام الجيش الأمريكي لتقنية ELF”، مضيفاً أنه “يمكن أن تُستخدم تقنية ELF ضد الأعداء أيضاً كنوع من أنواع الحرب، حيث ستتسبب التقنية بالصداع وسماع الأصوات والرنين في الآذان، ما سيتسبب بحالة من الجنون”.

وما زال آخرون ينظرون لتعاليم جماعات النافاجو، والأباتشي، والهوبي، والتي تحدد الهمهمة بأنها أغنية الأرواح الضائعة التي تحاول الحديث معنا من الجانب الآخر.

وأضاف آنوسيلي أن “نيو مكسيكو هي إحدى تلك المناطق التي لازالت غنية بثقافة الأمريكيين الأصليين، وهم يعتقدون بأن المصدر هو الأرض”.

وفي النهاية، قد لا نفهم أبداً حقيقة الأصل أو المعنى من وراء هذا الصوت، ويبدو أن الأشخاص الذين يتأثرون بالهمهمة يجب عليهم الاستسلام أمام تأثيرها أو تغيير حياتهم بأكملها للابتعاد عنها، لكن في مكان ما، يرتفع صداها بالأعماق تحت السطح، ليستمر المصدر غير المرئي للهمهمة بالوفاء لأي شخص سيستمع إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى