منوعات

المخرج السوري خالد عبد الواحد ينتصر للنازحين

من وراء الرسالة المبطنة التي أراد ذلك السوري أن يُسِرَّ بها إلى العالم؟ وكيف بتلك المشاهد أن تضمن له ربحًا تجاوز اثنين وعشرين مليون ليرة؟ وإذا كانت تلك عادة ذلك المخرج مع الجوائز.. فهل يصل الأمر إلى سرد جميع خباياه بشأن النزوح والهجرة بالصوت والصورة أمام العالم؟

إنَّها حياة الوالد والابن كما صوَّرها ذلك السوري بالصوت والصورة، وهي الحياة التي مزجت بين الصبر والأمل والمحاولة الجادة للحفاظ على التواصل الإنساني الدائم في سياق العاطفة الإنسانية الراقية بين الأب ونجله الذي يحاول التواصل معه برغم الصعوبات والحدود.

الحياة التي طالت في ألمانيا

ماذا يفعل ذلك الابن كي يتواصل مع والده بينما لا توجد لديه أي وسيلة تواصل مضمونة.. إنَّ الأب يتواجد في ألمانيا، ذلك البلد الذي انتقل إليه في خمسينيات القرن الماضي.. أما نجله الذي يفكر فيه ليلا نهارا ويحلم بلقائه.. فليس له نصيب إلا محاولة التواصل معه وليتها كانت محاولات ناجحة..

عاطفة جياشة تدير الحياة

يجلس ذلك الإبن ويحاول أن يستوضح ما تحصَّل عليه من صور هامة لوالده في مواقع متفرقة.. وطالما أبهرته صورة الوالد وجذبته بشدة ، ولا زالت العاطفة الجيَّاشة نحوه تدير تحركاته.
يبدو صوت اليدين خافتًا أثناء محاولة الابن تعديل الصور وفق مقاطع الفيديو الموثقة ، حاول ذلك الابن يوما وراء آخر التواصل مع والده بأية وسيلة مهما تباعدت المسافات.. هو والده ويريد أن يستمع لصوته حتى لو كان سماع صوت الوالد أقصى ما يتمناه الابن.

موقف صعب لوالد مغلوب على أمره

أصبح إجراء مكالمة كاملة بين الطرفين حلمًا صعبًا.. يكاد يقترب من المستحيل.. تارة يتصل الأب بابنه وأخرى يكون الابن هو البادئ بالاتصال.. وفي كلتا الحالتين تسود بينهما اللهفة إلى تحقيق حلم اللقاء ، ويزداد الموقف صعوبة على المستوى الإنساني لمجرد انقطاع مفاجئ بالمكالمة.. وفي موقف أشد صعوبة يطلب ذلك الوالد المغلوب على
أمره من الابن أن يبادر هو بالاتصال به فلعل الوالد لا يمكنه إجراءأو إتمام الاتصال لأسباب غير معلومة.. على الرغم من عاطفة الأبوة القوية التي تدفعه إلى فعل أي شيئ.

رسالة لم تصل إليها المنظمات الدولية

بالصوت والصورة.. وصلت تلك التفاصيل الصعبة إلى العالم بعد أن قرر المخرج السوري خالد عبد الواحد كشف المستور بشأن خبايا الهجرة.. وتحولت مشاركته في مهرجان مارسيليا إلى رسالة مباشرة ربما لم تتمكن المنظمات الدولية من صياغة رسالة مماثلة لها لاستنهاض ضمير العالم بشأن النازحين.
وكانت لجنة التحكيم بالمهرجان الأسرع فهما لتلك الرسالة.. ليصدر قرارها الحاسم بشأن تلك المادة الوثائقية للمخرج خالد عبد الواحد التي حملت عنوان «الخلفية».. ليحصل ذلك المخرج السوري على الجائزة الكبرى للمهرجان والتي بلغت قيمتها ثمانية آلاف يورو أي بما يعادل اثنين وعشرين مليون ليرة سورية.

رحلة شخصية رصدتها المقاطع

حقائق وخبايا جديدة لم تكن معروفة للعالم بشأن المهاحرين بينما يبوح بها خالد عبد الواحد في «الخلفية» تلك المادة الوثائقية التي سلط خلالها الضوء على رحلة لجوئه الشخصية.. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها لذلك الملف الحساس ، فمن قبل قدم عبد الواحد للعالم فيلمه «البحر الأرجواني». وسبق له الحصول على العديد من الجوائز بسرعة وصول رسالته إلى لجان التحكيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى