منوعات

المنسف يحجز مقعدا في اللائحة العالمية للتراث الشعبي باليونسكو وقصة أغرب من الخيال عنه

أكلة عجيبة، لها مكوناتها الخاصة، وقصة أغرب، اشتهرت بها مناطق بعينها منذ قدم التاريخ، وفي النهاية استطاعت أن تحجز مقعدا في اللائحة العالمية للتراث الشعبي باليونسكو .. فما قصة المنسف ولماذا سمي بهذا الاسم ومتى بدأ يظهر ويصبح جزءا من الطقوس الاحتفالية في الأردن ؟ تابعونا في ملخص القصة

يعود تاريخ المنسف إلى أكثر من ألفي عام، حيث تمتد جذوره للمالك القديمة قبل الميلاد، ويرجعه البعض إلى مملكة مؤاب التي نشأت في الأردن وحكمت لفترة طويلة منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وعن قصة المنسف وكيف بدأ دعونا نبدأ من هنا من الملك ميشع المؤابي.

هذا الملك كانت له جولات وصولات كثيرة حتى استطاع في النهاية أن يحقق بطولات عظيمة موثقة كلها في الآثار الباقية بمتحف عمان، كان ذلك في القرن الثامن قبل الميلاد، حين استطاع هذا الملك أن يوحد مملكتين متنازعتين شرق البحر الميت، هما مملكة ديبول ومملكة مؤاب، ويعود لهذا الملك تأسيس مدينة الكرخ – المعروفة حاليا بالكرك ، وحين تمكن من توحيد المملكتين أمر مملكة مؤاب بأن تطهو اللحم باللبن، وهو الأساس في صناعة أكلة المنسف، واعتبر من لا يفعل ذلك فهو خائن ومن الأعداء وليس من دولته.

منذ ذلك الحين ارتبطت تلك الأكلة أو الوليمة بالاحتفالات الكبرى والطقوس الشعبية الضخمة ، فهي تتطلب مكونات خاصة مثل الجميد أو اللبن المجمد ، ولبن النعاج ولحم ضان ، ويفضل أن يكون لخروف صغير أو جدي ، ويتم تسويتها على مهل، ويضاف إليها بعد ذلك الأرز أو حبات القمح المجروش المنقى المطبوخة.

يرجع الكثيرون تسمية المنسف بهذا الاسم نظرا لاعتماده على تنقية القمح أو فرزه من الحجارة، وهي إحدى خطوات الوجبة ، وكان يحدث هذا قديما بطريقة بدائية يدوية دون تدخل الآلات الحديثة.

ظل المنسف منتشرا في المجتمع الأردني باعتباره أكلة أو وليمة تاريخية ولها امتداد بطولي يشير إلى الحضارة الموحدة التي أقامها ميشع المؤابي على أرض الأردن، واشتهرت أماكن بعينها بالجليد أو اللبن الرائب أو المجمد الذي يستخدم في إعداد الوجبة، وأهمها مدينة الكرك التي تعتبر أول المدن وأشهرها في إعداد تلك الوليمة القديمة.

في الأيام الأخيرة حصل المنسف أخيرا على الشارة الدولية بعد اعتراف منظمة اليونسكو به باعتباره من التراث العالمي، ما يجعل هذه الوليمة تحظى بوضعها الطبيعي والمناسب في خارطة العالم الحديث بعد أن سجلت واقعة مهمة في عمق التاريخ.

تبدو أكلة غريبة على البعض، لكنها المفضلة لدى الأردنيين، وتحديدا في الطبقات المتوسطة والثرية ، وهو الوليمة الرئيسية في الأفراح الشعبية والحفلات الكبرى .. فما رأيك في تلك الأكلة .. وهل جربتها ؟ .. شاركنا بانطباعك عنها في تجربتك الأولى لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى