منوعات

حقيقة كهف الفزع في تركيا الذي تحول إلى فم جبلي يبتلع كل ما يقترب منه

أصواته العجب العجاب وهواؤه مجهول المصدر يكاد يستهوي من يدخله حتى يجذبه وما أن يدخل حي من الأحياء حتى يلقى مصيرا غامضا دون أن يقوى بشر على الوصول إليه ليكون الاختفاء نهاية حتمية لكل من دفعه الفضول يوما إلى دخول ذلك المكان المخيف.. فما حقيقة ذلك الكهف الذي تحول إلى فم جبلي يبتلع كل ما يقترب منه ؟

« الحياة هي الثمن المطلوب دفعه مقدما لمن دفعه الفضول إلى محاولة استطلاع ذلك الكهف العجيب».. هكذا أصبحت عقيدة الأتراك الذين فوجئوا بوقائع مريبة بشأن الأحداث التي شهدتها منطقة «باوموكالي» ولم يعد لديهم تفسير شاف لما يحدث بسبب تجويف جبلي مثير للريبة والخوف.

تجاوزت المخاطر المرتبطة بذلك الكهف العجيب الأخطار التقليدية التي يعانيها البشر من مثل تلك الأماكن بظهور حيوانات تهدد الحياة أو أصوات مريبة إلى خطر غامض بسبب القصص التي ارتبطت بذلك التجويف الجبلي فما من أحد حاول الدخول حتى اختفى وتأكدت بعد ذلك الشكوك حول إنهاء حياته.

لا حديث عن احتمالات النجاة

حتى الألقاب والمسميات التي اطلقت على ذلك المكان لازمت الخطر الذي يمثله على المنطقة فهو بالنسبة للسكان القريبين منه «بوابة العالم السفلي»، أو «بوابة العبور إلى الجحيم»، ويسوق الأتراك في ذلك الشأن القصص و الأعاجيب، فكثيرا ما تحولت الكائنات الحية إلى تراب بعد أن قادها حظها العسر للمرور في أجواء الكهف!!!

«بعض المعنيين بذلك النوع من التجاويف العجيبة أطلقوا على الكهف أيضا «مجاري شارون»، ووقف علماء الجغرافيا في حيرة من أمرهم خصوصا مع ثبوت الرواية التي عرضها عملاق الجغرافيا اليوناني سترابو في عهود سحيقة والتي تذهب إلى أن التجارب وثقت نهاية حياة العديد من الحيوانات والكائنات التي مرت إلى ذلك التجويف.

عملاق الجغرافيا يواجه الحقيقة الصعبة

الجغرافي اليوناني الشهير أيقن – حينذاك – أن وراء الأمر سرا غريبا فالكائنات التي فارفت الحياة لم تتعرض إلى افتراس أو انهيارات صخرية داخل الكهف الذي ثبت تكوينه ولم يثبت أنه تعرض إلى انهيارات داخلية وهنا رجح الجغرافي الشهير أن الكائنات التي انتهت حياتها استنشقت مادة طيارة داخل الكهف كانت عبارة عن غاز خطر أنهى حياتهم ودعم نظريته بالعديد من الأسانيد أهمها انتشار البخار الضبابي داخل الكهف.

علماء العصر الحديث قرروا دراسة الكهف على نحو مستفيض باستخدام أجهزة تقنية أشد دقة من الملاحظات التقليدية وبالفعل استقبلت تركيا فريقا بحثيا من الولايات المتحدة عمل على تحليل الوضع الراهن في «بوابة الجحيم»، وكانت المفاجأة أن نسب الغاز الموزعة داخل التجويف الجبلي غير متناسقة أي أن أحد أنواع الغاز يسيطر على أغلبية أجواء الكهف.

سر الغاز العجيب

العلماء توصلوا إلى أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو المسيطر على الكهف بنسبة تتجاوز التسعين في المائة بما يفوق قدرة الكثير من الكائنات الحية على التفاعل في مثل تلك الأجواء أو حتى مجرد التقاط أنفاسها.. إذ أنه ليس ثمة أكسجين كاف للحياة.. وهنا أدرك العلماء سبب الأكوام الملقاة داخل الكهف لبقايا الأحياء التي دخلته.

المسرح الروماني القديم الملاصق للكهف والقصص المرتبطة به جعلته مقصدا ثريا للسائحين فلعل تركيا نجحت في استثماره سياحيا رغم ما حاصره من قصص بدت أقرب إلى الخيالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى