منوعات

سلوك غريب يظهر على الحيوانات ينذر بحدوث الزلازل ..قصة ما حدث في الصين

برغم من تقدم العلم في العقود الأخيرة من إختراع الانسان لأدوات علمية تمكنه من رصد العلامات الاولي لوقوع الزلازل؛ إلا أن التوقعات الخاطئة حتى الآن أكثر من تلك الصحيحة بسبب تعقيد مثل هذه الظواهر الطبيعية، لكن الغريب والعجيب أن سلوك الحيوانات كان أصدق وأدق من كل هذه الاختراعات.. فكيف أنقذت الحيوانات آلاف الأرواح في الصين، بعد أن تنبأت بأكثر من زلزال مدمر.. هذا ما سنخبركم عنه في مباشر 24في صبيحة أحد الأيام في حديقة( تيانجين) الشهيرة القريبة من العاصمة بكين، تم رصد سلوك غريب وغير عادي للعديد من الحيوانات، فكان النمر مكتئبا، وكانت الباندا تصرخ، وترفض تناول الطعام، وكانت السلاحف قلقة، وبقيت طيور البجع بعيدا عن الماء.

كان ذلك السلوك الغريب للحيوانات يوافق يوم 18 يوليو 1969، حيث توقع الخبراء أن تكون هذه العلامات بمثابة نذير بزلزال، وأبلغوا قسم الزلازل بالمدينة بملاحظاتهم.

وبالفعل في ظهر نفس اليوم، حدث زلزال بقوة 7.4 درجة في بو هايوان، وهو خليج شرق تيانجين.

تنبؤ أخر ناجح بالزلزال لحديقة الحيوان أيضا عندما امتنعت الحيوانات عن الطعام وظهر يلوك مضطرب عليها في عام 1975 في (هايتشنغ)بمقاطعة لياونينغ في شمال شرق الصين.

والتي كانت محط اهتمام علماء الزلازل لعدة سنوات، حيث أشارت بعض سلوكيات الحيوانات إلى أن زلزالا قويا يمكن أن يحدث في المكان في المستقبل القريب.

فتم تركيب مقاييس لتسجيل منحدرات سطح الأرض ورصد التقلبات في المجال المغناطيسي والتغيرات في المقاومة الكهربائية للتربة، ومستوى المياه في الآبار.

وأصبحت التغييرات بحلول يناير 1975، واضحة بما فيه الكفاية بحيث كان من الممكن دق نواقيس الخطر.

فتم اتخاء التدابير الأمنية الشاملة، وتلقى العمال التعليمات حول ما يجب فعله عند الإعلان عن إنذار، وكان سكان المنطقة على استعداد لقضاء الليل خارج المباني.

وتضاعفت علامات وقوع زلزال وشيك حلول فبراير، فقد لوحظ ارتفاع مفاجئ في مستوى المياه في الآبار، وسجل العلماء الذين قاموا بتركيب محطة زلزالية بالقرب من( يينغ كو) زيادة غير عادية في عدد الهزات الأرضية الضعيفة.

وبحلول مساء يوم 3 فبراير، تأكد علماء الزلازل من توقعاتهم، وأعلن ظهر ذلك اليوم إنذار عام، كما تم إبلاغ السكان بتوقع حدوث زلزال قوي في غضون يومين من لحظة إعلان الإنذار.

واتخذت استعدادات وتدابير للإنقاذ عديدة، وأغلقت المتاجر والمؤسسات، وجرى نقل المرضى من العيادات إلى ملاجئ مؤقتة، وتم إخراج معظم السكان من منازلهم. ولمساعدة الناس على قضاء ليلة باردة في العراء، تم عرض الأفلام في الحدائق والساحات.

بعد خمس ساعات ونصف من الإعلان عن الإنذار العام، وقع زلزال عنيف بقوة 7.3 درجة. عانت هايتشنغ، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة، بشكل كبير. تم تدمير مئات المنازل والمصانع، ولكن نظرا لأن جميع السكان تقريبا كانوا خارج المباني، كان عدد الضحايا صغيرا.

هذه الحادثة لم تكن أول توقع ناجح بالزلازل للحيوانات، لكنها كانت المرة الأولى التي تتنبأ بع الحيوانات من زلزال كبير كان من الممكن أن يخلف وراءه ألاف الضحايا.

وبعد ذلك بعقود اعتمد البشر بشكل كلي لرصد الزلازل علي المعدات الحديثة، وفي هذا الصدد يلفت إلى أن الزلزال الكارثي قبالة سواحل اليابان في عام 2011 والذي صاحبه تسونامي تسبب في تعطيل محطة فوكوشيما للطاقة النووية وحدوث تلوث إشعاعي، حيث تم التنبؤ به قبل دقيقة واحدة من الصدمة الرئيسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى