منوعات

ظهور أكبر قطعة من الحجر الأسود بتركيا فكيف انتقلت من مكة؟

الحجر الأسود في في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة هو أحد أحجار الجنة، قطره 30 سم، وهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه.. تعرض على مدار التاريخ لمحاولات عدة لسلبه وتحطيمه وصلت إلى 5 مرات، أبرزها واقعة القرامطة الذين سلبوا الحجر من الكعبة لمدة 22 عامًا، ولكن كيف وصل الحجر إلى أسطنبول؟

يثير تواجد أجزاء من الحجر الأسود أو كما يطلق عليه “حجر الجنة” في أحد المساجد التركية الكبرى في اسطنبول، جدلا كبيرا وتساؤلات حول حقيقة استيلاء تركيا على قطع ثمينة ومقدسة خاصة بالكعبة المشرفة التي تعتبر موضع إجلال وتعظيم لدى المسلمين، ومدى مشروعية ذلك.

فمنذ خمسة قرون يستضيف ‘مسجد صقللي محمد باشا’ في إسطنبول، 4 قطع من الحجر الأسود الموجود في الكعبة المشرفة، والذي يعتبر موضع إجلال في الدين الإسلامي.

بدأت القصة في عهد محمد باشا، الذي كان يتولى منصب الصدر الأعظم في عهد السلطان سليم الثاني، وتزوج بابنته السلطانة أسمهان، التي أشرفت على بناء الجامع المذكور، وأهدته إلى زوجها عام 1571.

الجامع الذي اختارت السلطانة أسمهان، أفضل الخامات من الرخام في بنائه، شيّده المعمار العثماني الشهير سنان.

وخلال تشييده الجامع، وضع المعمار سنان 4 قطع من الحجر الأسود في مناطق مختلفة من جامع “صوقوللو محمد باشا”.

جرى نقل الحجر الأسود أثناء بناء الكعبة المشرفة من جبل “أبو قبيس” قرب مكة، وورد ذكره في الأحاديث الصحيحة على أنه قطعة من الجنة،

وتفيد الروايات بأنه خلال الحكم العثماني لمكة جلب السلطان العثماني سليمان القانوني، بعض أجزاء الحجر الأسود التي تهشمت بفعل مرور الوقت، وحرص على إحضار تلك الأجزاء المكسورة إلى إسطنبول، وأن المعماري سنان قام بتثبيت 4 منها في جامع “صوقوللو محمد باشا”.

وتوجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام في مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، في الجامع المذكور، ومحوطة بإطار مطلي بالذهب.

وأكبر قطع من الحجر الأسود في تركيا يوجد على مدخل مدفن السلطان العثماني سليمان القانوني، ويمكن لزوار الجامع التاريخي لمس قطع الحجر الأسود، والاستمتاع بالمشهد المعماري البديع للجامع.

ويستقبل الجامع زوارا من داخل تركيا وخارجها، ويتوافد عليه الآلاف في شهر رمضان من أجل رؤية قطع الأحجار.

وقال مؤرّخ الفن سليمان فاروق غونجو أوغلو، إنه تم إحضار القطع الثمينة التي انفصلت عن الحجر الأسود، خلال ترميم الكعبة المشرفة زمن الدولة العثمانية، وضع 4 منها في الجامع المذكور، وواحدة على مدخل مدفن السلطان سليمان القانوني.

وأشار إلى أن الجامع يتميّز بفن معماري بديع، حيث الأحجار التي تعود إلى القرن الـ 16 الميلادي، والزخارف التي على جدرانه.

الحجر الأسود لدى المسلمين، يمثّل البداية والنهاية، حيث به يبدأ الطواف حول الكعبة وينتهي عنده.. فهل تعيد تركيا أجزاء الحجر الأسود التي حصلت عليها دون وجه حق إلى الكعبة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى