منوعات

فتاة عمانية تفقد جزء من جسدها وأمر سلطاني ينقذها من مصير مجهول

فقدت فتاة أعز ما تملك بعد أن أصبح العضو المسؤول عن حياتها في عِداد المجهول.. لكنها لم تتخيل يوماً أنَّ شخصاً فقدَ الحياةَ يُمكِن أنْ يتسبَّبَ في إعادتها إليها من جديد في واقعة لفتت اهتمام أبناء دولة عربية لم يتوقعون عودة تلك الفتاة إلى الدنيا.

ضاقت بها الدنيا وأصابها اليأسُ بعد أنْ نامت ذاتَ لَيْلَةٍ وهي على يقينٍ بأنَّها ستودِعُ أفرادَ عائلَتِها وزميلاتِها في المدرسة. وتتركهم إلى غير رجعة، لكنِّها لم تكن تعلم أنَّ القدرَ يخبئُ لها أمراً آخر. وأنها ستكون حديث الشارع في سلطنة عمان من جديد لعل عودتها المفاجئة إلى الحياة تكون أملاً لمن ظنوا أنهم قاربوا على النهاية.

إنَّها الفتاة العُمَانية «آية البوسعيدية» التي طالما تعاملَ معها معلموها في مدرستها على أنَّها «حالة خاصة» تستدعي معاملةً غير عادية؛ لأنَّها تسيرُ في طريقٍ النهاية ولا داعي للقسوة عليها مهما ارتكبت من تقصيرٍ في دراستِها.

بعد قرار عائلةِ الفتاةِ بانقطاعها عن مدرستها فصلاً دراسيًّا كاملاً. أيقن المعلمون أنَّ عودتها إلى المدرسة وربما إلى الحياة ذاتها ستكون مستحيلة. بعد أنْ علمُوا بتطورات حالتها الصحية. لأن «آية» لم تُصَبْ بورمٍ أو عرض مزمن يتطلَّب علاجاً ربما يحافظ لها على الحد الأدنى من الحياة. لكنها ببساطة فقدت عضلة القلب.

جميع التقارير الطبية التي خضعت لها آية البوسعيدية انتهت إلى نتيجة واحدة خلاصتها. «أن عضلة القلب فشلت في القيام بوظائفها الحيوية وأن احتمالات شفائها صفر». كان الاحتمال الوحيد لعودة آية إلى الحياة النجاح في الحصول على قلب من متبرع يكون قد فارق الحياة للتو.

حتى ذلك الاحتمال الوحيد أصبح تحقيقه صعبَ المَنَال. وكانت تلك اللحظة الحرجة التي داهم فيها اليأس آية التي كانت تجلس على سرير المرض في المستشفى تتبادل مع والديها نظراتٍ تتركُ آثاراً نفسيةً أشدُ ألماً من ألمِهَا الجَسدِي. فمن يا تُرى يمكنه الحصول على شخصٍ متبرِّعٍ بالقلب؟. وحتى لو وُجد ذلك المتبرع. كيف يتم إنهاء الإجراءات القانونية قبل الخضوع إلى عملية زرع قلب؟.

زملاء آية الطالبة في الصف الحادي عشر في مدرسة شموس بنت النعمان الأنصارية للتعليم الأساسي في سلطنة عُمَان كانوا على يقينٍ بأنَّ زميلتهم التي تركتهم فصلاً كاملاً. حتما قد فارقت الحياة. بعد أنْ ضاقتْ عليها الدُنيا بما رَحُبتْ في الوصول إلى حلٍ لأزمةٍ صحيَّةٍ لا معنى لها إلا نهاية محتومة.

صدرت تعليماتٌ رسميَّةٌ على أعلى مستوى في سلطنة عمان بسفر الفتاة إلى الخارج لإجراء عملية زرع قلب تم الحصول عليه من شخصٍ راحلٍ للتو عن الدنيا.. وبالفعل تم إجراء العملية بنجاح.

فجأة.. عادت آية إلى مدرستِها ورآها زملاؤُها حَيةً تُرزَقْ بعد انقطاع ظنَّه زملاؤُها ومعلِمُوها أنَّه النهاية. ليجدوا الطالبة بالزي المدرسي بينهم وهنا توالت أسئلة المدرسين: كيف عدتي إلى الحياة يا ابنتي.

«لم أكن أتوقع عودتي للحياة من جديد».. بتلك الكلمات بدأت آية تتحسس وجهها ويديها كما لو كانت قد عادت للتو من العالم الآخر أو هكذا ظنت بنفسها شراً بعد أنْ علِمَتْ من أطبائها المعالجين من قَبْل أنَّه ليس «ثمةَ» حل طبي بعد فشل عضلة القلب.

تقول آية في تصريحات أوردتها صحيفة الشبيبة العُمَانية: «شعوري بعد العملية مختلف جدا لم اكن اتوقع عودتي للحياة من جديد ورؤيتي لأفراد عائلتي وحينها شعرت بالسعادة».

حرصت الفتاة على توجيه رسالة إلى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمَان وقالت «يعود هذا الفضل لله أولاً من ثم إلى السلطان هيثم بن طارق لفتته الإنسانية وكذلك الشخص الذي تبرع لي بقلبه ولله الحمد تم إجراء العملية لي بنجاح».

تعافت آية لتترك تجربتها رسالة إلى جميع المرضى تقول: دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ.. إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى