منوعات

نعى نفسه قبل أيام من رحيله..لماذا أبكى رحيل الإعلامي مصطفى عبد الله السوريين؟

برسالة ملؤها الشجن ، ودع الإعلامي السوري مصطفى عبد الله المذيع في قناة حلب الدنيا وما فيها، هذه الرسالة نشرها قبل رحيله بأيام وكان لها أثر كبير في نفوس متابعيه ومحبيه وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي .. فما فحوى الرسالة وكيف استقبلها محبو الإعلامي الراحل.. وهل تفتح تلك التدوينة بابا للتساؤل عما إذا كانت وفاته طبيعية ؟

بدت الرسالة الأخيرة إلى جمهوره لغزا يصعب فك أسراره .. بعد أن كانت الكلمات التي غادر بعدها الدنيا تتضمن تصريحات واضحة أن حياته انتهت وأنه يغادر الدنيا..وكانت تلك خلاصة الرسالة الغريبة التي بعثها الإعلامي السوري مصطفى عبد الله عبر مواقع التواصل .

في صفوف المعارضة

يضاعف حزن السوريين على الإعلامي مصطفى عبد الله، مأساة اندماجه في العمل السياسي الذي كلفه الكثير في أولى سنوات الأحداث التي شهدتها البلاد حيث كان الإعلامي الراحل واحدا من أشهر الإعلاميين الذين انضموا إلى صفوف المعارضة.

كيف ودع الدنيا

«جئت غريباً إلى هذه الحياة ويبدو أنني سأخرج منها غريباً» .. خمسة واربعين حرفا اختصر بها الإعلامي السوري حياته ورسالته الأخيرة قبل خروجه من الدنيا إلى محبيه.. حيث لم تقتصر رسالته على العمل الإعلامي بقدر ما احترف الرجل الملف الحقوقي لأسبقية عمله في المحاماة قبل الإعلام؛ ليكون واحدا من أبرز الحقوقيين في البلاد.

«لا أريد لا أريد ولا أريد أبداً أن أصبح عاقلاً فهيماً منافقاً يمارس الكذب والغش والتضليل على من يُفترض أنهم رفاق ثورته في درب تحرير شعب ووطن».. هكذا مضى يسرد الإعلامي السوري كلمات الوداع القاسية.

استقالة طوعية

ألم الرسالة الأخيرة مفاده أن مصطفى عبد الله بدا وكأنه يقدم استقالة طوعية إلى الدنيا التي اعتبرها غير صالحة له فيقول عنها في رسالته التي أبكت السوريين كافة: «هذه الحياة المنافقة لا تليق بي ولا أليق بها، إنني أكره الظلم أكثر مما أكره الفقر، ولو خُيرت لقبلت الفقر ولم أقبل الظلم لنفسي».

رحل مصطفى عبد الله بعد أزمته الصحية التي ألمت به حتى تفاقمت تداعياتها في مدينة إعزاز شمال حلب.. حيث قضى عقدا من الزمان مدافعا عن أهلها متابعا لأوضاعهم ولم يكن عجبا أن تحقق حلقاته ملايين المشاهدات من متابعيه السوريين والعرب. .

إعلامي برتبة إنسان

« لم تكن إنسانا عاديا… بل ملاك رحمة.. لم يتحمل قلبك النقي ما يعيشه العالم من ظلم و جحود و قهر.. فاختار الذهاب لبارئه الرحمن الرحيم».. كانت تلك كلمات أحد جماهير مصطفى عبد الله الذي وصفه بالملاك.. فيما طالب آخر بتدريس رسالته الأخيرة في المدارس والجامعات لشدة تأثيرها.

لم تمنع الحالة الصحية لمصطفى عبد الله إنسانيته من التفاعل مع قضايا المتضررين من الزلزال وكان يرى الإعلام رسالة ومهمة وطنية .. هرع لرصد معاناة المتضررين من الزلازل بكاميرته مستهدفا بذلك إيصال صوتهم إلى العالم.. ولم يكن وصفه بالملاك من قبل جمهوره سوى إقرار لواقع لمسوه بأنفسهم.

ثلاثة وخمسون عاما قضاها المحامي والإعلامي والحقوقي مصطفى عبد الله مدافعا عن قضية آمن بها وسخر موهبته وقبوله أمام الكاميرا بالدفاع عنها.. واختلف الجمهور أو اتفقوا معه سياسيا لكنه يظل واحدا من أشهر الإعلاميين المؤثرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى