ثقافة ومعلوماتمنوعات

يعيشون خارج عالمنا..ما لا تعرفه عن قبائا شمال السودان الراقصة

في مكان لم تغزه حضارة البشرية، تقع قبائل من أغرب بني البشر، طقوسهم الاحتفالية ليس لها نظير في مكان آخر لغرابتها وتفردها عن باقي القبائل، إذا فارق أحدهم الحياة فإنهم يحتفلون ويدقون على الطبول، ويسكنون بيوتا من أغرب ما بنى الإنسان، قصة اليوم عن أغرب الطقوس والعادات التي تخص قبائل النوبة بشمال السودان.

لن تجد أغرب من طقوس نزول المطر لقبائل النوبة السودانية، فتفاصيل الأمر تثير الغرابة والدهشة وتكاد لا تصدق مما يحدث فيها.
تبدأ الطقوس بأن يأتي رجل يلقب من بـ”الكجور” من قبل رجال القبيلة، يأتي “الكجور” من عزلة تقارب النصف عام لا يكلمه فيها أحد وينزل على القبيلة ليقوم بمهمته ألا وهي “إنزال المطر”.
يدخل ملك القبيلة على “الكجور” ومعه عصا، ثم يبدأ بالتلويح بها ويدعي الإله للاحتفال، ويدخل الكجور حينها في نوبة ارتجاج عنيفة وكأنه قد مسه مس من الجان، وتبدأ الكاهنات في الصياح والنواح بشده. وكل هذا دليل على أنهم صاروا في حضرة إله الجبل شخصيا.
ينهض الملك من مقامه ويرقص هو الأخر ليدخول “الكجور” في نوبة ارتجاف أشد عنفاً من الأولى، ويصدر أصوات نخير كإشارة منه إلى أن الإله قد هبط عليه.
حينها يغطي الملك الكجور وتدخل الكاهنات غرفته حبواً على رُكبهن، ويقبلن رجليه ثم يعدن لأماكنهن بالطريقة نفسها.
ثم يخرج الملك مع الكجور سويا معلنين نهاية طقس نزول المطر ثم يشير “الكجور” بيده إلى الجهة التي ينبغي عليهم الزراعة فيها ويدخل في غيبوبة. ويكمل الحضور رقصهم لأيام عدة.
لا تنتهي طقوس الغريبة عند هذا الحد، فالكجور هو مرتبة دينية عند أبناء القبيلة تتوارثها الأجيال، وكل كجور مسؤول عن طقس من الطقوس.
فمثلاً هناك كجور مسؤول عن إنزال المطر، وهناك كجور مسؤول عن الرقصات الشعبية، والرقصات الشعبية بالنسبة للقبيلة ذات أهمية قصوى وتقام لمجموعة من الشباب لتهيئتهم لتحمل المسؤولية.
فهي ليست مجرد رقصة عادية بل تستمر لأوقات طويلة جدا لاختبار قدرة التحمل عند شباب القبيلة، ثم ينزل الكجور بالسياط على ظهورهم ليصعب الاختبار عليهم شيئا فشيئا.
وفي نهاية الرقصات يُنقل الأولاد إلى معسكر لتطبيب جروحهم، ويلتزمون بنظام صارم في فترة تهيئة لتحمل المسؤولية.

عند مفارقة حياة شخص ما، تقوم القبيلة بالقيام بما يشبه الاحتفال العام، في البداية يتم يعلن الأمر بواسطة الدق على الطبول، ثم تأتي النساء ويغنين أغانٍ تُذكر فيها محاسن المتوفى ومناقبه وأن الشباب يجب أن يقتدوا به، ويكتفون بالغناء فقط ولا يرقصون.
أما مراسم الدفن فتتم بأن يُوضع المتوفى في فناء الدار، وتُدخل أبقاره معه حيث يرقد، ويقوم أحد أفراد عائلته بالتضحية بأول بقرة، ليتبعه بقية أفراد العائلة ويفعلون المثل مع بقية الأبقار.
ويتكرر هذا الطقس كل خمس سنوات، لحماية أهل المتوفى من أن يعود إليهم في شكل روح شريرة، وبعد ذلك يبدأ أفراد القبيلة بالرقص والغناء وتناول الطعام والخمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى