رحبت وسائل الإعلام القطرية بزيارة الرئيس السيسي إلى قطر، حيث كان توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة الدوحة في زيارة رسمية لمدة يومين، والتي تعد الأولى من نوعها له إلى دولة قطر، وذلك تلبية للدعوة الموجهة إلى الرئيس من شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وتابعت وكالة الأنباء، أن العلاقات القطرية المصرية تنطلق من الإيمان الراسخ بوحدة الأهداف والمصير المشترك. وفى حوار له مع وكالة الأنباء القطرية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن زيارته لدولة قطر تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، وترسخ رغبتهما في تعميقها على مختلف الأصعدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال الرئيس السيسي أن زيارته لدولة قطر تعكس رغبة البلدين المتبادلة لدعم التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق هدف رئيسي، وهو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة خلال المرحلة الراهنة.
وأكد الرئيس السيسي لوكالة الإعلام القطرية أن مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية يعد من أهم المجالات الواعدة للتفاعل بين البلدين، وهو الأمر الذي تم استعراضه بشكل مكثف ومفصل على مدى العام الماضي بين كبار المسئولين المصريين والقطريين، وذلك في ضوء تعدد الفرص الاستثمارية وتنوعها في مصر في جميع المجالات، في ظل عملية التنمية الشاملة التي تشهدها كافة ربوعها.
وأضاف الرئيس هناك الكثير من الأفكار والمبادرات التي تم طرحها مؤخرا بين الجانبين، ونأمل أن تنعكس بتحرك واقعي ملموس على مشروعات واستثمارات مشتركة، خاصة ما يتعلق بمجالات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، وصناعة البتروكيماويات، وكذا تعزيز التعاون المشترك بين صندوق مصر السيادي ونظيره القطري.
كما لفت الرئيس إلى مجالات أخرى للتعاون الاقتصادي المشترك وهي «المشروعات الزراعية التي تأتى في إطار التعامل مع الأزمة العالمية الحالية في إمدادات سلاسل الحبوب والغذاء».. مشيرا في هذا الصدد إلى اللقاء المهم مع رابطة رجال الأعمال القطريين وغرفة التجارة القطرية، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين.
كما نوه الرئيس السيسي بدور دولة قطر وتفاعلها في عدد من الملفات السياسية الإقليمية، وتحقيقها نتائج إيجابية في التعامل مع تلك الملفات، مشيدا بالجهود الأخيرة للوساطة القطرية المبذولة من أجل دعم عملية الحوار الوطني بين النظام الانتقالي التشاد وجماعات المعارضة، وأكد دعمه لتلك الجهود لتحقيق الاستقرار والتنمية والأمن للقارة الإفريقية.
وعن رؤيته للآفاق التي ستنعكس على المنطقة جراء استضافة دولة قطر كأس العالم 2022، هنأ الرئيس السيسي دولة قطر على استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي لأول مرة في المنطقة العربية، وهو الأمر الذي يفتح آفاقا لاستضافة المنطقة للمزيد من الأحداث الرياضية العالمية، فقال إنني على ثقة في قدرة قطر التنظيمية واللوجستية لخروج هذا الحدث العالمي في أبهى صوره، وعلى نحو يليق بالأمة العربية.
وحول القمة العربية المقبلة في الجزائر، والمطلوبة لاستعادة التضامن العربي، أجاب الرئيس السيسي قائلا في تقديري أن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات ولكى أكون واضحا ومركزا في تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الخارجة عن القانون والميليشيات، وفى المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية.
كما أكد الرئيس في هذا السياق أهمية «تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي.. تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الإخوة والأشقاء العرب خلال القمة المقبلة».
وتابع قائلا: «أما عن سبل تعزيز التضامن العربي ودور الجامعة العربية في هذا الإطار، في تقديري أنه من الضروري تجاوز الخلافات العربية البينية، مع أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسي والاقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة».