ثقافة ومعلومات

أساطير وأسرار بئر الأمنيات الغامض بالاسكندرية

في مدينة الإسكندرية وتحديدًا في منطقة سيدي بشر وعلى شاطئ ميامي الشهير اعتاد أهل الأسكندرية على أن يتجمعوا أعلى ربوة صخرية تحتضن فوهة بئر صغيرة، تناقلت الأجيال المتلاحقة أسطورتها بأنها تجلب البركات ومنبت للأمنيات، فما هي قصة بئر مسعود.

بئر الأمنيات في الأسكندرية

بئر مسعود أو كما يحب زواره أن يطلقوا عليه بئر الأمنيات، حيث يعتبره البعض ملاذ آمن لنثر أمنياته الصامتة، وأحلامه التي يأمل في تحقيقها، فيخترق زائره صفوف الوافدين ليأخذ مكانه على مقربة من فوهة البئر، وما إن يصل إلى هناك حتى يذرف دمعه، ويلقي ما في قلبه بصوت خفيض.

وعلى العكس تمامًا من ذلك الاعتقاد الذي يؤمن به أهل المنطقة، إلا أن بعض العلماء ومستكشفي الآثار رجحوا أن بئر مسعود هي مقبرة قديمة شيدت في العصر اليوناني، إذ اشتهر اليونانيون بإقامة مقابرهم قرب البحر، وبالتالي فما الذي يجعل من مقبرة يونانية محلًا للتبريكات وتحقيق الأمنيات إلا الأساطير والحكايات التي تناقلتها الأجيال عن ذلك المكان.

أسطورة البئر الغامض

أبرز الروايات التي ارتبطت بتسمية بئر مسعود تعود إلى عصر الدولة الفاطمية، حيث كان هناك شخص مستعبد وكان سيده يعذبه باستمرار ودون رحمة، حاول ذلك الرجل الهرب من مليكه لكن دائمًا كانت محاولاته تفشل، إلا في المرة الأخيرة استطاع ذلك وقرر التوجه إلى الأسكندرية، ولما أنهكه التعب في رحلته نام بجوار ذلك البئر، وتوفى في اليوم التالي، فأعتقد الأهالي أن البئر أراحته من عذابه، فأطلقوا عليها بئر مسعود.

رواية أخرى تتعلق بالاسم تعود إلى بولد صغير يدعى مسعود، توفيت والدته وتزوج والده من سيدة أخرى، أذاقت مسعود كل ألوان التعب والشقاء، إلى أن قرر الطفل الهروب من بطش زوجة أبيه، واستقر به المقام بجوار البئر، قبل أن يعثر عليه الأهالي بعدها بأيام غريقًا في مياهه.

وعن أشهر روايات تسمية البئر والتي ربطها الناس ببركته فهي عن شيخ صالح كان الناس يعرفوه باسم مسعود، عاش الشيخ مسعود في منطقة سيدي بشر، وكان دائم التردد على بئرها الغامض ليتأمل في خلق الله، إلى أن وفاته المنية بجوار البئر، وبعدها بأيام قليلة حدثت نوة أغرقت المنطقة المحيطة، فأعتقد الناس أن ذلك هو غضب البحر على موت الشيخ.

طلب الأمنية.. ومصير طريق للعملات المعدنية

ويستطيع الزائر طلب أمنيته على غرار ما يحدث في رحاب نافورة تريڤي الشهيرة في إيطاليا، حيث يخرج عملته الفضية ويضعها في قبضة يده ويتم بما يريده من أحلام وأمنيات ثم يلقي العملة في البئر.

الطريق في الأمر أن صغار المنطقة تتسابق فيما بينها للنزول إلى البئر والحصول على العملات المعدنية التي ألقاها الزوار بعد رحيلهم مباشرة من المكان، البئر الذي يقطع بعض السباحين المهرة ممره الضيق من أجل الخروج إلى الجهة الأخرى وسط المياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى