الدين والحياة

قصة السيدة التي ذكرها القرآن بعد أن وصلت شكواها إلى الله

إنها السيدة التي جادلت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ووصل بها الأمر إلى أنها أوقف عمر بن الخطاب وكان له معها رد فعل شهير.. بل إن القرآن الكريم ذكرها بعد أن صعدت شكواها إلى الله.. فماذا فعلت المجادلة ولماذا قالت عنها الفاروق عمر هذا الكلام؟؟؟؟

نموذج لزوجة مخلصة

رفعت أمرها إلى الله وعرضت على الرسول الكريم أزمتها.. وكانت صاحبة فضل على المسلمين أجمعين.. إنها خولة بنت ثعلبة التي عاشت مع ابن عمها أوس بن الصامت.. وقدمت للمسلمات نموذجا مشرفا لسيدة تحرص على استقرار بيتها وتعمل ليلا نهارا على راحة شريك عمرها.. ولكن دوام الحال دائما من المحال.

أزمة تتصاعد في لحظة غضب

تعرضت هذه السيدة المخلصة لأزمة كبيرة.. كانت الأولى من نوعها في الإسلام فلقد قال لها شريك عمرها الذي أخلصت إليه، في لحظة غضب كلمة صعدت من فمه إلى السماء وشهد عليها الله الذي اشتكت أمره إليه وقررت إبلاغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما حدث بينها وبين شريك حياتها.

موروث من أيام الجاهلية

قال لها شريك لعمر ذات يوم إنها ستكون بالنسبة له مثل ظهر أمه – أي محرمة عليه – ولن يقربها وكان ذلك التعبير موروثا من أيام الجاهلية.. تصاعد الخلاف بين «خولة» وبين شريك عمرها إلى درجة بدأت تزلزل أركان البيت الذي رفرفت عليه السعادة ذات يوم..

انتهى الخلاف وظل القلب مبتعدا

انتهى الخلاف بين شريكي العمر لكنه ترك أثرا في قلب هذه السيدة لم تمحه الأيام سريعا أراد الزوج أن يتراجع ويحتوي الموقف وحينما أراد أن يقربها رفضت أن تستمر الحياة بينهما كما كانت وأخبرته بأنه تكلم كلاما عنها لا بد أن يتحمل نتائجه ويكون قدر المسؤولية.

 تصعيد الموقف إلى الرسول

قررت خولة أن يتم تصعيد الأمر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم تكتف بذلك بل إنها ذكرت الخلافات القائمة بينها وبين شريك العمر.. كانت تريد هذه السيدة حكما عادلا حول ذلك الخلاف ولم تجد أعدل من النبي – عليه الصلاة والسلام – .

خوف على الأبناء من الضياع

وقفت هذه الصحابية أمام النبي الكريم تشكو إليه ظلم زوجها وأخبرته بأن بينهما أبناء إن تكرتهم إليه ضاعوا وإن بقوا معها جاعوا.. لقد جادلت رسول الله بأدب وفير وخلق رفيع.. وفي حقها نزل قول الله في القرآن الكريم عن أول حكم شرعي في الإسلام حول” الظهار” أو تحريم الرجل زوجته على نفسه..

أوقفت عمر بن الخطاب

كبار الصحابة ومن بينهم عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – كانوا يعلمون قدر هذه السيدة المجادلة حتى أنه أوقف كربه حينما استوقفته ووقف يناقشها وحينما سألوه عن السبب .. أخذ عمر يعلم الناس قدرها ومكانتها وأخبرهم بأنها “مجادلة رسول الله” وأنها لو وقفت يوما تناقش عمر لوقف عمر أمامها يسمع.

وكانت «خوْلة» بذلك سبب في أول حكم عن الظِّهار في الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى