آخر الأخبار

أزمات متلاحقة تهدد استقرار اوروبا فهل يمكن ان تنهار القارة العجوز؟

قطع إمدادات الطاقة والحبوب وجفاف بعض الأنهار،  أزمات تطارد الاتحاد الأوروبي كل يوم وتهديدات بتفكك الدول من الاتحاد خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.. ليكون السؤال هل سيلقون مصير أسلافهم وينهار الاتحاد الأوروبي مثلما انهار الاتحاد السوفيتي سابقا. الأزمات المتلاحقة في أوروبا جعلت رئيس وزراء أوروبا يتوقع أن يحدث هذا الأمر في المستقبل القريب، فهل هذا ممكن تحقيقه؟.. تعرف على الإجابة في هذا التالي:

على مدار سنوات طويلة لم يواجه الاتحاد الأوروبي الأزمات التي يواجهها في الوقت الحالي فبدأت بجفاف الأنهار ثم تحول الأمر إلى الأصعب من ذلك في حرب روسيا وأكرانيا والتي أدت إلى انقسام الاتحاد الأوروبي بين دول تر أنها ليس علاقة بما يحدث ودول اتخذت الجانب التابع لأوكرانيا ودعمتها.. لكن الانقسام الجميع أجمعه عليه في الأضرار والتي تمثلت في أزمة الطاقة التي تواجه أوروبا بعد قطع إمدادات الطاقة من روسيا.

كل هذه الأحداث جعلت رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قال في خطاب ألقاه بمناسبة اليوم الوطني الذي يحيي ذكرى انتفاضة المجر ضد الاتحاد السوفييتي عام 1956، أن الاتحاد الأوروبي سبق مصيرًا مماثلاً للاتحاد السوفيتي الذي انهار بين عامي 1989 و1991، مختتما حديثه بجملة واحدة: سيلقون مصير أسلافهم.

لكن هل هذا يمكن تحقيقه في المستقبل حقاً وتشهد السنوات المقبلة انهيار الاتحاد الأوروبي في ظل الأزمات المتلاحقة؟

الدكتورة هبة البشبيشي، أستاذة العلوم السياسية، قالت إنها لا تعتقد أن يلقى الاتحاد الأوروبي مصيرًا مماثلًا للاتحاد السوفيتي كما توقع رئيس المجر، لأن الوضع مختلف والمعطيات أيضاً مختلفة بين الماضي والحاضر.
وأوضحت أنه حتى مع خروج بعض الدول من الاتحاد الأوروبي إلا أنه سيظل متماسكاً بصورة كبيرة لأن الدول في أوروبا بينها قواسم مشتركة كثيرة، مؤكدة أنه حتى إذا ظلت ثلاث أو أربع دول متماسكة فسيظل الاتحاد الأوروبي قائماً ولن ينهار مثلما حدث في الاتحاد السوفيتي.

أستاذة العلوم السياسية أكدت أيضاً أنه في المستقبل القريب لا تتوقع أن يحدث أي انقسام في الاتحاد الأوروبي لأنه مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية سيظل الاتحاد الأوروبي وحدة اقتصادية قائمة، وحتى الأزمات التي تحدث في الوقت الحالي لا يمكن أن تغير وضعه أو وجوده.
أما بالنسبة إلى الخلافات بين الدول التي حدثت بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا قالت أستاذة العلوم السياسية إلى أن إمكانية وجود اختلافات بين الدول في أوروبا شئ طبيعي وربما يحدث اختلافات أكثر في المستقبل سنرى نتائجها في المنتجات أو التعاملات أو الاستخدامات أو حتى في شكل الفائض المحلي.

وأكدت أيضاً أن ما حدث في الفترة الماضية من أزمات مثل قطع إمدادات الطاقة والحبوب من روسيا وتغيير القيم الاجتماعية والغذائية التي كانت تعتمد عليها أوروبا بتغيير الدول التي يمكن الاعتماد عليها في الغذاء بالطبع سوف يؤثر على الاستهلاك وبالتالي على المجتمع في أوروبا.

في نفس الوقت أكدت أن الوضع الحالي تغير عما كانت عليه أوروبا في الماضي، لأن الدول الأوروبية كانت غنية وكان لديها ما يسمى حد الرفاهية.. لكن حاليًا لا يوجد ذلك وبالتالي أصبح الأمر صعب على الجميع في القارة العجوز.
لكن أستاذة العلوم السياسية قالت إنها رغم كل ذلك إلا أنها لا تتوقع أن ينتهي الأمر بالاتحاد الأوروبي بالانهيار مثل الاتحاد السوفيتي لأن الوضع متغاير تماما عما حدث في الماضي، كما أن الاتحاد الأوروبي لديه ميزة أن كل دولة تحتفظ بخصائصها الاقتصادية والمالية داخل الكيان السياسي الخاص بها.. عكس ما كان عليه الاتحاد السوفيتي الذي كان يتبنى فكرة الاندماج السياسي الكامل تحت شعار الولايات السوفيتية.. وهو ما كان لا يتيح الفرصة أمام الدول بالتقدم والازدهار؛ لذا فإن الاتحاد سيظل قائمًا وصامدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى