ثقافة ومعلومات

ما لا تعرفه عن مندي بنت السلطان عجبنا المرأة التي خلدها السودانيون في مارش عسكري

حفل تاريخ السودان الحديث بشخصيات نسائية ذاع صيتها، ناضلن وتركن بصمات واضحة، منهم الأميرة مندي التي سجّلت أروع البطولات في التاريخ السوداني, فجبال النوبة أنجبت واحدة من أحلي نساء الكون، ومن أكبر المناضلات ، لتضرب مثالا للشجاعة وتصبح واحدة من أروع النساء العربيات ..ما حكايتها ولماذا تغنوا باسمها في مارش عسكري ..سأحكي لكم في ملخص القصة

من هي مندي بنت السلطان

مندى بنت السلطان عجبنا، هي محاربة سودانية،والدها السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا، السلطان الثالث عشر لمنطقة الأما (النيمانغ) بالقرب من مدينة الدلنج.

تمثل الأميرة مندي إحدى رائدات البطولة والنضال في الربع الأول من القرن العشرين ضد المستعمر البريطاني وتصديها الباسل للقوات التي هاجمت منطقتها ومنعت عنهم مصادر الماء وقضت على شباب وثوار المنطقة ، وفي ظل هذه الظروف جاءت مندي لتقوم بأعمال بطولية ، ليخلدها التاريخ في أجمل واقوي مارش عسكري وبرزت بطولتها في حماية منطقتهم التي تقع بالقرب من مدينة الدلنج بجبال النوبة.

شجاعة اميرة

اتخذ السلطان عجبنا منطقة الأما (النيمانغ) مسرحا لعملياته الحربية، فخاض مع رجاله الأشاوس معارك ضارية شرسة ضد الإنجليز، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة الإنجليزية فيما بعد فحاولت اخضاع منطقة النيمانغ لسيطرتها وتوالت حملاتها إليها.

ضربت مندي المثل في الشجاعة والاستبسال في العام 1908م وذلك عندما دخلت قوات المستعمر إلى منطقة الفوس ودخلت في معركة ضارية ضد الزعيم دار جول

وفشل المستعمر في اخضاعه فوضعا اتفاقاً بإيقاف الحرب على أن يدفع دارجول تعويضاً للإنجليز ولكن لم يستسلم مقاتلو قبيلة النيمانغ ولم يخضعوا، مما أضطر الإنجليز إلى شن حملات ضارية لتقضي على السلطان عجبنا.

رفض الاستسلام

ساء وضع الثوار جدا وتأزم ولاحت بوادر الهزيمة ولكنهم رفضوا الاستسلام. وصلت الأنباء إلى القبيلة عن سوء الوضع في أرض المعركة، وعرفت (مندى) فقررت إرسال التعزيزات والدعم لوالدها، وصممت على الذهاب لتحارب إلى جانب والدها.

ربطت صغيرها في ظهرها وحملت بندقيتها، حاول الكثيرون إقناعها بالعدول عن ذلك، ولكنها لم تتراجع عن قرارها، وضربت (البُخسة) في الأرض دليلا على عزمها وإصرارها كما في ثقافة النيمانج، فضرب البخسة بالارض هو دليل على عدم التراجع والإصرار على فعل الشئ وصلت التعزيزات إلى الثوار و قدوم مندى زاد الحماس بين الصفوف المحرابين، وبدأوا يواجهون العدو بروح جديدة أشد شراسة وعنفا.

كانت مندى بين الصفوف تشارك في المعارك بشجاعة نادرة لم يوقفها رحيل صغيرها على ظهرها برصاص العدو بل زادها إصرارا.

كانت بجانب المشاركة في المعارك تعمل على تضميد الجراح ورفع الروح المعنوية والطبخ للجنود الثوار، كانت معركة شرف وكرامة فداء للارض والعرض، راح ضحيتها الكثير من أبناء النيمانج، فقد انهزم الثوار وأُسر السلطان عجبنا وصديقه كلكون وأنهى المستعمر حياتيهما في الدلنج عام 1917

إستسلم الثوار بعد إعدام قائدهم الروحى والعسكرى وعادت مندى ومن تبقى إلى القبيلة بعد أن ضربوا مثالا نادرا في الشجاعة والفداء لتخلدهم أغاني القبيلة

في هذه المعركة حازت الأميرة مندي على إعجاب فرسان القبيلة لشجاعتها واقدامها، وخلدوها من خلال الأغاني الشعبية التي يرددها أهل المنطقة وقبائل الدلنج، حيث تم اعتماد أغنية مندي الشعبية وتسجيلها مارشا عسكريا بفرقة موسيقى دفاع السودان لرفع الروح المعنوية للجنود والمقاتلين بالقوات المسلحة تلك المعزوفة الأكثر شهرة
توفيت الأميرة في الكلاكلة بالخرطوم في عام 1984.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى