آخر الأخبارالدين والحياةثقافة ومعلومات

الجانب المظلم في حياة الخلفاء المسلمين واسرار ضائقة العباسيين

عندما نتحدث عن الخلافة العباسية نرى أمامنا أناس أثرياء في قصور فارهة وملابس أنيقة، وهي حقيقة تاريخية بالتأكيد، لكن هذا لم يمنع من تعرُّض الدولة خلال بعض مراحلها إلى أزمات اقتصادية حادة، تسببت في إصابتها بعجز مالي، قاد الخلفاء إلى بيع كل مالديهم، حتى ملابسهم.

الأزمات الاقتصادية في العصر العباسي

اتسم العصر العباسي بكثرة الأزمات الاقتصادية، وتعددت أسبابها مثل الصراعات والفتن السياسية، وأهمها الصراع بين الأمين والمأمون سنة 193هـ، والذي استمر خمس سنوات وكلف الدولة أموالاً طائلة حتى أفلست الخزينة في عهد الخليفة الأمين وساءت الأمور إلى حد لا يمكن تخيله.

فيروى أن الخليفة الأمين أمر أحد قواده بتتبع أصحاب الأموال والودائع والذخائر والاستيلاء عليها، فهرب الناس خوفًا على أموالهم بحجة الحج، ومنذ ذلك الحين والدولة متقلبة الأحوال فتارة في حالة اتزان اقتصادي وتارة أخرى في حالة اهتراء كامل.

وإزاء هذه الأزمات الحادة، اتبع الخلفاء العباسيون عدة إجراءات لسد العجز المالي، منها بيع أملاك الدولة وأملاك الخليفة الخاصة لسد العجز ، حتى إن خلفاء اضطروا إلى بيع ملابسهم في بعض الأحيان.

ونتيجة لاستمرار الأزمة المالية إلى عهد القاهر، اضطر لبيع العديد من الضياع الخاصة به وبعض الأملاك الأخرى، كما باع وزيره ابن مقلة أحد مقار الوزارة، وبعض الأملاك والضياع السلطانية لإيفاء مستحقات التجار من الديون.

وبقيت أموال الضياع السلطانية والأموال الخاصة تسهم في سد العجز المالي في خزينة الدولة، إلى أن سيطر البويهيون على مقاليد الأمور في الخلافة العباسية سنة 334هـ، فتدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.

بل واستولوا على جميع بيوت المال والخراج والضياع السلطانية حتى إنهم نهبوا ما في دار الخلافة، وخصصوا راتباً يومياً للخليفة وسحبوا صلاحياته في التصرف في الأمور المالية، وبذلك حُرمت الدولة العباسية من وارد مهم من وارداتها.

استغاثة النساء من الجوع في عهد الخلفاء المسلمين

ويتحدث الذهبي “في ‘تاريخ الإسلام” عن ما عاناه الناس من مجاعة مطبقة لم يسلم منها حتى نساء قصر الخلافة.
فيذكر أن في هذه الفترة كان الغلاء العظيم ببغداد لدرجة أنهم أكلوا الميتة، وكثر الأموات على الطرق، وعمّ البلاء، حتى يقال ان النساء خرجن من قصر الرُّصافة يستغيثون في الطرقات: الجوع، الجوع”!!
في النهاية نحن نرصد إليكم أحداث من التاريخ، وعليكم دائمًا أن تتقصوا حقائق ما نقوله لكم، فتذكروا أن ما نحدثكم به هو مجرد ملخص للقصة.. نراكم على خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى