الدين والحياة

هل الراحلون في رمضان يدخلون الجنة؟فتاوى العلماء تحسم الجدل بالأدلة والأسانيد

«عليه من الله سحائب الرحمة . . لقد رحل في نهار رمضان صائما وهو الآن في جنة الخلد».. هكذا صدر الحكم بشأنه قبل الحصول على حيثيات ذلك الحكم وأسبابه.. فهل في ذلك جرأة على الله وتحد صارخ لعلم الغيب الذي استأثر به الخالق؟ وهل للرحيل عن الدنيا في موسم معين مكانة أفضل حالا من مغادرة الدنيا في أي وقت من العام؟

بمجرد رحيل أحدهم عن الدنيا في شهر رمضان الكريم يربط البعض بين الرحيل وبين احتمال يرونه مؤكدا لدخول جنات الخلد والحصول على النعيم المقيم .. حتى أن كثيرين يفرحون لرحيل ذويهم عنهم في ذلك الشهر الفضيل. ويعتبرون ذلك من حسن الخاتمة .

الأدلة والأسانيد

ويبقى في ذلك تساؤل قائم مفاده : «إلى أي دليل يستند الفرحون تهللا والسعداء استبشارا برحيل ذويهم عن الدنيا في ذلك الشهر المعظم؟»..
يجمع العلماء والباحثون في الدوائر العلمية والمؤسسات الدينية المعنية بدراسة الدين على أنه ما من حكم في الدين الحنيف ولا رأي يصدر دون سند من دليل علمي أو ركائز شرعية .. لذلك فالثابت علميا في فضل شهر رمضان الكريم ، هو حديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – .

يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف، «مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

أحكام من بشر على بشر

واتساقا مع الحديث النبوي الشريف يظهر فضل من رحل عن الدنيا وهو صائم أي أنه قد ختم له بعمل صالح أي أن الأمر ليس قاصرا على أن تتزامن مغادرة الحياة الدنيا مع شهر رمضان الكريم .. بينما يبقى دخول الجنة في علم الخالق وحده وليس من العقل أن يصدر بشر حكما على غيره بشأن مصيره في الدنيا والآخرة.

«ذلك أمر في علم الله وحده».. كانت تلك خلاصة أقوال العلماء بشأن مدى دخول من غادر الدنيا في رمضان الجنة من عدمه لكنهم في ذات الوقت يجمعون على أفضلية الأعمال الصالحة في شهر رمضان الكريم فضلا عن ارتفاع الدرجات وغفران الذنوب لمن أخلص النية ولم يكتف بالصوم عن الطعام والشراب وإنما صام أيضا عما يغضب الله وصام عن التسبب في أذى خلقه أو تكدير عيشهم .

جناحان لأخلاق الدين

وتبقى أخلاق الدين تحلق في سماء الإنسانية بين جناحي العبادة والمعاملة على السواء فليس منصفا لدينه من ظنه طقوسا أو شعائر فقط وقلب الموازين في المعاملة مع الناس فنال من أخلاق دينه وقيمه من حيث لا يشعر.. فهل فطن الصائمون لحقيقة الصوم وأهدافه وقيمه العالية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى