الدين والحياة

واقعة التحكيم والرواية الحقيقية لخداع عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري

كان أجمل الصحابة صوتًا بالقرآن، حتى أن النبي قال له : ” لقد أوتيت مزمارًا من مزامير أهل داوود”، إنه أبو موسى الأشعري، القائد الإسلامي الذي قيل إن عمرو بن العاص خدعه ، فمن هو وما حقيقة تلك الواقعة، لمزيد من التفاصيل تابعونا في ملخص القصة.

أبو موسى كنيته أما أسمه فعبدالله بن قيس بن حضار بن حرب، أشعري من اليمن. وقد ذهب أبو موسى إلى مكة وحالف سعيد بن العاص وأسلم عندما سمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله على بصيرة ويأمُر بمكارم الأخلاق.

تلقى على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدي واليقين والعلم ثم هاجر إلى أرض الحبشة، ليدعو إلى الله. فرجع إلى الرسول وكان معه بضع وخمسون رجلاً بينهم أخوان شقيقان له هما “أبو رهم” و”أبو بردة”.

ولما نزل قوله تعالى : ” فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه”، قال النبي للأشعري : ” هم قومك ياأبا موسى “. وشهد الأشعري مع النبي ما بعد خيبر العديد من الغزوات، وقد دعا له النبي ذات يوم وقال : ” اللهم أغفر لعبدالله بن قيس ذنبه، وادخله يوم القيامة مُدخلًا كريمًا”.

كما قد ولاه النبي على بعض اليمن، ثم ولاه عمر بن الخطاب على البصرة، كما ولاه عثمان بن عفان على الكوفة. وأبو موسى هو مزيج عجيب من صفات عظيمة فهو قائد شُجاع وجسور ومناضل صلب إذا اضطُر لخوض معركة.

وهو مسالم طيب وديع إلى أقصي غايات الطيبة والوداعة، حَفظ القرآن وكان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رزقه الله صوتاً جميلاً عذباً. وفي عهد عليّ بن أبي طالب اشتعلت الفتنة الكبرى.

عندما وقعت معركة صفين بسبب مطالبة معاوية للقصاص ممن غدروا ب”عثمان بن عفان”، بين جيش بلاد الشام الذي كان معاوية ولياً عليها، وجيش بلاد العراق وكان عليّ بن أبي طالب والياّ على العراق والحجاز.

وحينها اعتزلت طائفة من المسلمين الفتنة والصراع وحدثت معركة كبيرة، راح ضحيتها عدد كبير من المسلمين والصحابة.
وقتها أعلن أهل الشام استعدادهم لمعركة الثآر، ثم تراضوا بعد مكاتبات ومراجعات على التحكيم ومن هنا ارتبط اسم أبوموسى الأشعري بقضية التحكيم.

وترددت بعض الشائعات حول أن عمرو بن العاص قد غافل أبا موسى وغدر به، في قضية التحكيم. فقد قالوا، إنهما لما اجتمعا وتفاوضا، اتفقا على أن يخلعا الرجلين ويرد الأمر إلى كبار الصحابة.

فقال عمرو لأبي موسى أسبق بالقول فتقدم فقال: “إني نظرت فخلعت علياً عن الأمر كما خلعت سيفي هذا من عنقي أو من عاتقي”. وأخرجه من عنقه فوضعه في الأرض .
وبحسب الرواية ، فقام عمرو فوضع سيفه في الأرض وقال: ” إني نظرت فأثبت معاوية في الأمر كما أثبت سيفي هذا في عاتقي”.
فأنكر أبو موسى، فقال عمرو كذلك اتفقنا وتفرق الجمع على ذلك من اختلاف. إلا أن الكثير من المفكريين والعلماء، أكدوا كذب تلك الأحداث.

فيما كانت الرواية الأصدق ، هي أن الفريقان قد اتفقا على أن يُرد الأمر إلى كبار وأعيان الصحابة، فيجعلوا على المسلمين من يرونه أهلًا للخلافة، قطعًا للنزاع وحقناً لدماء المسلمين، واتفق الحكمين على ذلك.

كما لم يتناول معاوية لأنه لم يكن خليفة، ولم يصارع على الخلافة إنما كان يطالب بإقامة الحد الشرعي على الذين اشتركوا في التخلص من عثمان بن عفان.

ولكن تناول التحكيم شيئًا واحدًا هو الأمامة، أما التصرف العملي في إدارة البلاد بقي كما كمان من قبل، فالتحكيم لم يقع فيه خداع ولا مكر.

كما أن خلافة معاوية لم تبدأ إلا بعد الصلح مع الحسن بن عليّ رضي الله عنه، وقد تمت بمبايعة الحسن لمعاوية رضي الله عنه.

وتحققت نبوءة رسول الله والذي قال: في إشارة إلى الحسن “سيُصلح الله به طائفتين من المسلمين” وهكذا أصلح بين الطائفتين، من ذلك اليوم سمي معاوية أمير المؤمنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى