منوعات

تفاصيل زيارة القادة المستعمرين في العصر الحديث لضريح صلاح الدين وسر غضب المسملين

ظل صلاح الدين الأيوبي رمزا للبطولة والحكمة، نال احترام أعدائه قبل أنصاره، ولكن انتصاراته علي الصلبيين، ظلت غصة في حلوقهم تؤرقهم، فكان أول شيء يفعلونه حينما ينتصرون علي العرب أن يزوروا مرقد صلاح الدين في دمشق، وهناك يوجهون له رسائل عجيبة ..عن زيارة القادة المستعمرين في العصر الحديث لضريح صلاح الدين؟ وماذا قالوا له؟ نحدثكم في الملخص

ارتبط العرب بالقائد الأسطورى، صلاح الدين الأيوبي الذى انطلق من دمشق التي كانت ذات يوم عاصمة الدولة الأموية ليوحدهم، ويعيد القدس من أيدى الغزاة، واستطاع أن يعيدها إلى محيطها العربى وهويتها الإسلامية.

بعد سلسلة من البطولات والانتصارات أهمها معركة حطين الشهيرة، رحل صلاح الدين الأيوبي فى 4 مارس عام 1193، وشيّع فى بداية الأمر فى قلعة دمشق، لكنه نقل بعد ذلك إلى مدفنه الحالى بدمشق أيضا، فى المكان المعروف بـ”ضريح صلاح الدين”، بجانب المدرسة العزيزية بجوار الجدار اليسارى من الجامع الأموى فى حى الكلاسة.

هذا الضريح الذى يضم رفات أحد أعظم القادة المسلمين على مدار التاريخ الإسلامى، بعد رحلة بطولية طويلة، استطاع خلالها الإبقاء على بيت المقدس (القدس) فى أيدي المسلمين.

ولكن وبعد وفاته بأكثر من 700 عام، جاء المشهد الذى ربما يُحزن “الناصر” فى مرقده، فمع بدء الانتداب البريطانى فى فلسطين، قام الجنرال هنرى غورو بالتوجه إلى ضريح صلاح الدين الأيوبى بطل معركة (حطين) التى وضعت النهاية الحقيقية للحروب الصليبية، وذلك حسبما ذكر اللواء راشد الكيلاني فى مذكراته، وقال: «يا صلاح الدين أنت قلت لنا إبان حروبك الصليبية: انكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه، وها نحن عدنا فانهض لترانا فى سورية”.

الأمر نفسه تكرر قبل الرابع والعشرين من يوليو سنة 1920، إذ تمكن الجيش الاستعماري الفرنسي من هزيمة قوات الثورة العربية بقيادة يوسف العظمة في “معركة ميسلون”، وفي اليوم التالي دخلت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال ماريانو غوابيه (Goybet) إلى دمشق للمرة الأولى.

وبينما فر الأمير فيصل إلى فلسطين ليكون تحت الحماية البريطانية اتجه الجنرالان جورو وغوابيه إلى المسجد الأموي الكبير، حيث يوجد قبر صلاح الدين الأيوبي بالقرب منه. وداخل الضريح حدث شيء ما أغضب الحضور من المسلمين. وبعد الزيارة شاع القول بأن جورو لمس القبر بحذائه وقال شامتا : “ها قد عدنا يا صلاح الدين”.

الصحفى لوي جاروس الذي كتب مقالاً في صحيفة «اللوموند» عام 1970م، بمناسبة مرور خمسين عاماً على استيلاء فرنسا على سوريا، أشار فى هذا المقال فقط إلى أن الجنرال دخل الجامع الأموي قائلاً: (صلاح الدين!… ها نحن).
و هناك عدد من المصادر التاريخية تقول إن الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت زار مرقد صلاح الدين بعدما نجح فى هزيمة القوات العثمانية فى دمشق أثناء حملته العسكرية على مصر والشام، ولكن لم تذكر المصادر ما الذي قاله نابليون للسلطان الناصر صلاح الدين إذا صحت الزيارة .

وفى بداية هذا العام 2020، وعلى هامش زيارة رسمية لسوريا، تفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبر صلاح الدين الأيوبي في العاصمة السورية دمشق في خطوة فسرها البعض على أنها رسالة بأنها عودة الحياة السلمية إلى المدينة كما أنه أراد التأكيد على احترامه للتاريخ الإسلامي، وأهدى بوتين الجامع الأموي بدمشق نسخة من القرآن الكريم تعود للقرن السابع عشر أثناء زيارته له رفقة الرئيس الأسد.

هل ستدور الايام وترجع دمشق لمجدها الأموي وتنطلق الصحوة العربية لمسح غبار كل رسائل الغزاة من علي ضريح صلاح الدين الأيوبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى