منوعات

قصة النبي السويدي الذي تلقى الوحي من رجل غريب وزار العالم السفلي

قال إنه رأى الجنة والنار ، وأنه زار العالم السفلي وتحدث عن كل تفاصيله بل وصل به الأمر إلى أن قال إنه نزل عليه الوحي، وجعله يرى ما لم يره بشر.
من هو هذا الرجل الذي حير التاريخ وقيل عنه أنه نبي السويد والملقّب بليوناردو دافنشي الشمال وأرسطو السويد، ما حكايته وما الذي رأه بالتفصيل ؟سأحكي لكم في التالي:

بداية حياته واهتمامه بالعلم

ولد إيمانويل سويدنبرغ في 29 يناير 1688في ستوكهولم، وهو الابن الثاني, لأسقف سكارا وأحد أبرز رجال الكنيسة في تاريخ السويد.
بعد تخرجه من جامعة أوبسالا سافر إلى لندن ، وكان مهتما بالفيزياء والميكانيكا، إلى جانب اهتمامه بالفلسفة والشعر

نظراً لسمعته كعالم، عُرض على إيمانويل كرسي الرياضيات في جامعة أوبسالا في عمر مبكّر، وهو ما رفضه، قائلاً إن اهتماماته الرئيسية تنصبّ على الهندسة والكيمياء والمعادن.
لم يتأخر سويدنبرغ ليبدأ دراساته في علم وظائف الأعضاء وعلم التشريح، بعد أن طوّر أفكاراً مهمة لم تكن بعيدة عن الاكتشافات العلمية الحديثة حول الجهاز العصبي، والخلايا العصبية، والقشرة الدماغية، ووظيفة الغدة النخامية، وغيرها.

دراسة علم الأرواح

في عام 1743، وضع إيمانويل خططاً للسفر إلى الخارج من أجل استكمال بحثه حول الروح والمادة الذي يحمل عنوان “مملكة الحيوان”

حيث أراد شرح تشريح الروح فيما لا يقل عن سبعة عشر مجلداً.بعدها بعام، كان في هولندا، حين بدأ يرى منامات مثيرة للاهتمام دوّنها في دفتر خاص للأحلام، نُشر بعد أكثر من قرن، بعد اكتشافه في المكتبة الملكية في خمسينيات القرن التاسع عشر.

استمرت هذه الأحلام المميزة لنحو ستة أشهر وتبعته إلى لندن التي سافر إليها بعد مغادرة هولندا، حيث دخل في تجربة يقظة روحية خلال عطلة عيد الفصح

 ادعى أنه رأى الجنة والنار

عندما ادعى أن الله مكّنه من زيارة الجنة والجحيم ورؤية الملائكة والشياطين وأنه تلقى الوحي من رجل غريب زاره في النزل أثناء العشاء، وبلّغه مشيئة الرب باختياره لكتابة العقيدة السماوية التي من خلالها سيصلح المسيحية.
وأصبحت تعاليمه شائعة بين المتحمسين لإحياء بعض الممارسات السفلية في القرن التاسع عشر

مفاهيم روحانية خاصة به

وأصبح العالم الروحي عنده أكثر واقعية من الكون المرئي أو المادي، يقع في أعلى التسلسل الهرمي للكائنات.وهذا العالم مقسم إلى ثلاثة أجزاء : عالم الأرواح السفلي (هاديس) والجنة (السماء) والجحيم.
العالم السفلي لديه هو أقرب ما يكون إلى الدهليز، محطة ترانزيت يصل الجميع إليها، ويبقون فيها لمدة تطول أو تقصر قبل الذهاب بشكل نهائي إلى الجنة أو الجحيم.
إنه مكان وسيط يتوافق بالشكل مع مطهر الكنيسة الرومانية أو عالم البرزخ عند المسلمين
والغريبة أنه اتفق مع الشائع في الثقافة الإسلامية حول عذاب ونعيم القبر التي لا تجد لها سنداً قوياً في المدونات الأصلية المؤسسة للعقيدة .

 الموت عنده والجنة والجحيم

الموت عند “النبي السويدي” ليس سوى مرحلة قصيرة تليه القيامة في عالم الروح، قيامة ليست مجرّدة من الجسد، ولكن بجسد روحي، أشبه بقميص أكبر وأرحب مفهوماً من الجسد المادي وهو ما يقربه أيضاً من بعض التصورات الصوفية الإسلامية حول الروح.
كما أنه توجد ثلاث سماوات في العالم الروحاني: سماء دنيا وسماء وسطى وسماء عليا، مثل الجنة، يتألف الجحيم من ثلاث مناطق متميزة. سكانها، الذين يُطلق عليهم اسم الأبالسة أو الشياطين، هم بشر أساؤوا استخدام إرادتهم الحرة سابقاً ونذروا أنفسهم طواعية للشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى