منوعات

دبروا 5 محاولات لإنهاء حياتها..مالا تعرفه عن ثريا الشاوي التي انتهت حياتها على يد مجهول

فتاة عربية عشقت الأدب والتمثيل لكن مرضا أصابها غير مسارها إلى الأبد بعد أن اضطر والدها الصحفي إلى الاستجابة لطلبات الفرنسيين الذين وضعوه وابنته في تحد مصيري. ومع ذلك كان مصيرها مصير مثيلاتها من العرب الذين تفوقوا. فهل أحاطتها نظيرة المؤامرة؟

«سيدي إن مرض ابنتك هو أحد أنواع الحساسية في الصدر ولا علاج لها إلا أن تصحبها في رحلات طيران».. بذلك التوصيف الغريب فوجئ الكاتب الصحفي المغربي ثريا الشاوي بتشخيص غريب وعلاج أشد غرابة لمرض ابنته التي لم تكن أكملت من العمر ثلاثة عشر عاما.

إن الفتاة الصغيرة عاشت صباها دون أن تشكو مرضا أو تعاني أزمات صحية. وكان ظن الأسرة أنها مصابة بالكاد بنوع من أنواع البرد، لكن والدها قرر تنفيذ نصيحة الطبيب ليضمن شفاء حبيبة قلبه وريحانة فؤاده وهي التي طالما كانت مصدر بهجة وسعادة للأسرة كلها.

لم يكن الوالد يعلم أن ابنته التي أجادت التمثيل وتفكيك الألعاب وتركيبها والكتابة الأدبية ستكون على موعد غرامها بالطائرات التي عشقتها منذ أن كانت تجلس في شرفة المنزل تمعن النظر إلى أي طائرة محلقة ولسان حالها يقول: «خذوني أحلق في عنان السماء معكم».

إنها الفتاة المغربية ثريا الشاوي التي تحولت إلى أيقونة للنجاح ومثالا لكل فتاة عربية تؤمن بأن قدرات العرب ليس أمامها مستحيل.

بدأ حلم الفتاة الصغيرة المولودة عام ألف وتسعمائة وستة وثلاثين في المغرب يأخذ طريقه إلى النور بعد أن صارحت والدتها بعشقها العظيم ووقفت أمامه تقول: أبي أريد أن أتعلم قيادة الطائرات.
كان الطلب من الفتاة الصغيرة غريبا أمام الوالد الذي يوقن تماما بقدرات ابنته الحبيبة لكنهم يعيشون في بلد كانت قوانينه – آنذاك – لا تسمح باستخراج رخصة قيادة المرأة لدراجة بخارية. فماذا يفعل الأب أمام رغبة ابنته الجامحة في تحقيق حلمها؟.

قدم والد ثريا الشاوي أوراقها إلى مدرسة الطيران الفرنسية وهناك كان التحدي الأصعب بالمجتمع المغربي وقتها لم سكن يستوعب قيادة فتاة للسيارة فما باله بقيادة طائرة؟ . أما الزملاء الفرنسيون في مدرسة الطيران فنظرتهم إلى ثريا على أنها عربية وسيكون من المستغرب أن تستوي معهم في احتراف قيادة الطيران.

لكن ثريا الشاوي لم تكن تأبه بمثل تلك الادعاءات أمام عشقها عالم الطيران وبعد أربعة أشهر من التدريب الشاق كان لها ما أرادت واحترفت ذلك المجال عن خبرة تعادل خبرات كبار الطيارين.. وجاء يوم الاختبار.

لم يكن اختبار الطيران الذي خضعت له ثريا الشاوي مجرد امتحان لقدرتها على قيادة الطائرة بقدر ما كان اختبارا لإرادتها وعزيمتها وإصرارها على خوض التحدي وصولا إلى النجاح. ويبدو أن المفاجآت كانت قدر الفتاة المغربية حيث حدد منظمو الاختبار في المدرسة الفرنسية موعدا له في يوم غائم غير مستقر الأجواء واضطر والدها إلى توقيع تعهد بتحمل تكاليف الطائرة وتحمل المسؤولية عن أي تداعيات. وأسرت ثريا قلب والدها بنجاح باهر.

هرع المسؤول الفرنسي عن لجنة الاختبار يهنئ ثريا بالنجاح بعد أن حلقت على ارتفاع ثلاثة آلاف متر وسط ذهول الجميع. وأصبحت الفتاة صاحبة الستة عشر عاما مؤهلة للطيران بل وهنأها ملك المغرب وأصبحت تقود طائرات الملوك والرؤساء.

لكن فرحة العرب بالفتاة لم تدم طويلا؛ إذ تعرضت لأربعة محاولات فاشلة لإنهاء حياتها ثلاثة منها قام بها مجهولون وواحدة قام بها شرطيان فرنسيان،

وفي المرة الخامسة دبر المهاجم جريمته بإحكام وما أن كانت ثريا بصحبة شقيقها في السيارة وفي الأول من مارس 1956، أي قبل يوم واحد من اعلان استقلال المغرب عن الحماية الفرنسية، حتى أنهى الجاني حياتها وظل مجهولا حتى الآن.

شيع ثريا ستون ألف شخص في مراسم مهيبة بعد أن قدمت للفتيات العربيات كافة، نموذجا يحتذى في المثابرة والصبر والإصرار على تحقيق الهدف لكن أسباب استهدافها ظلت مجهولة حتى الآن ولم يتم كشف المتورطين أو فتح القضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى