منوعات

قصة الأمير الصغير الذي ترك غرناطة للإسبان وقالت له أمه : ابك كالنساء

لغز كبير سيظل يحفظه التاريخ في أعماقه ولن يشي به أبدا ، كيف سقطت آخر إمارات الأندلس ؟ وهل تركها أميرها أبو عبد الله الصغير زاهدا أم خائفا أم صاغرا ؟ وما حقيقة الجملة الشهيرة التي من المفترض أن والدته الأميرة عائشة الحرة قالتها له؟ والأهم والأكثر غرابة، أين وكيف عاش هذا الأمير آخر أيامه ؟ تعالوا لنعرف كل ذلك في التقرير التالي:

لم يكن هذا الأمير محمد بن علي بن سعد من بني الأحمر المولود في غرناطة عام 1460 يعلم أنه سيأتي اليوم ويجد نفسه محاصرا في قصره ويضطر إلى تركه ويبتعد عن السلطة ، هذا الأمير الذي لقبه الإسبان بالصغير، بينما لقبه العرب بالزغبي أي المشؤوم .

من القصص الشهيرة عن هذا الأمير أنه بعد أن تعرض للحصار لمدة 7 أشهر من جيوش الإسبان الممثلة في تحالف الملك فرناندو وإيزابيلا ملكي قشتالة وأرجون ، خاف على أهل المدينة من الخراب والدمار والسبي والمصير المؤلم الذي ينتظرهم فقرر عقد اتفاقية تسليم المدينة للإسبان، وكان أبو عبد الله قد تولى الحكم عام 1482 وعمره 22 سنة.

وكان ملوك الطوائف قد تساقطوا واحدا تلو الآخر، ولم يبق من دولة الأندلس إلا غرناطة، وكانت الإمارة مليئة بالمكائد والمؤامرات التي قوضت ملكه وأضعفت من حكمه، وحين سلم مدينته عام 1492 أي بعد عشر سنوات من الحكم ، تروي مراجع تاريخية أنه وقف على ربوة عالية تطل على غرناطة وراح يبكي مدينته الضائعة ، فقالت له أمه عائشة الحرة ” ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال” ، الجدير بالذكر أن هذه الجملة محل شك ، حيث ينسبها بعض الباحثين إلى الفيلسوف والمؤرخ الإسباني أنطونيو دي جيبارا ، المشهور بكتاباته التي تؤكد تفوق العرق الأوربي على العرق العربي.

آخر أيام أبي عبد الله الصغير كانت في غاية البؤس والتعاسة، فقد عاش بعد تخليه عن الحكم نحو 43 سنة أخرى قضى منها عاما في غرناطة بين ملاكه وأهله واصدقائه، ولكن الإسبان خافوا من وجوده في غرناطة وما يمكن أن يؤدي إليه من ثورة على حكم الإسبان، لذلك استخدموا الحيلة لنفيه وطرده ليعيش باقي أيامه في فاس بالمغرب، ويقال إنه عاش هناك ذليلا معزولا مغمورا في بؤس وتعاسة ، وعانى كثيرا في نهاية حياته ، ليرحل عن عمر 75 عاما بعيدا عن أرضه وإمارته التي حارب من أجلها لعشر سنوات، وقرر في النهاية أن يسلمها تفاديا للخراب الذي كان يتهدد المدينة .

فهل كان أبو عبد الله الصغير جبانا خائنا متوترا صغير النفس والروح فعلا .. أم انه كان فدائيا محبا لقومه وأهل مدينته وفضل سلامهم على ملكه ؟ سؤال محير.. شاركنا رأيك كيف ترى الأمير أبا عبد الله الصغير آخر أمراء الأندلس ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى