منوعات

كليوباترا تونس..قصة صوفونيسبا أحد أهم النساء أصحاب الدور في تغيير التاريخ.

عرفت بجمالها وقوة تأثيرها على الرجال.. استغلت جمالها في تغير مجرى المواجهات  العسكرية ورسمت خريطة جديدة للتحالفات لكن نهايتها كانت مأساوية.. فما الذي حصل مع صوفونيسبا حسناء قرطاج التي فاق جمالها البدر وصوتها البلبل؟

على مدار عقود طويلة كان ملف الهيمنة والتجارة والملاحة على الجزء الغربي للبحر الأبيض المتوسط محل نزاع بين كل من روما وقرطاج التونسية الآخذتين في التوسع.

ونتيجة لهذا النزاع بين أكبر قوتين فى البحر المتوسط، كان لابد لقرطاج من السعى لتكوين أحلاف عسكرية، بعد هزيمتها  بالمواجهات البونيقية الأولى والتي انتهت بهزيمة وخراب قرطاج سنة 146 قبل الميلاد.

وعرفت المواجهات البونيقية الثانية ظهور شخصية بارزة رسمت خريطة التحالفات بالمنطقة وأثرت على مجرى المعارك، ولم تكن هذه الشخصية سوى الحسناء القرطاجية صفنبعل والمعروفة أيضا بصوفونيسبا  ابنة القائد العسكري القرطاجي صدربعل جيسكو.

ولدت صوفونيسبا في حدود العام 235 قبل الميلاد لعائلة أرستقراطية ذات نفوذ بقرطاج وعلى حسب المؤرخ الإغريقي ديودور الصقلي تميزت هذه المرأة بجمالها الذي تزامن مع مستواها الثقافي والتعليمي الجيد.

وفي هذه الأثناء، لعبت عائلة صوفونيسبا دورا بارزا في المواجهات القرطاجية فقد شارك جدّها ورحل بالمعارك أثناء المواجهات البونيقية الأولى بينما حظي والدها صدربعل، بمكانة هامة خلال المواجهات البونيقية والتي أرسل خلالها رفقة جنوده لدعم قوات الجنرال صدربعل برقا بشبه الجزيرة الأيبيرية.

وظهر دورها بارزًا في إعادة تشكيل التحالفات، حيث كان تم وعد القرطاجيون بمنح يد صوفونيسبا، المصنّفة حينها كإحدى حسناوات قرطاج، للقائد النوميدي ماسينيسا ملك قبيلة “ماسيلي” بنوميديا الشرقية، والتى أقنعته بالتحالف مع القرطاجيين مع بداية المواجهات البونيقية الثانية ضد الرومان الذين تحالفوا أيضًا مع سيفاكس ملك القبيلة المازيسولية بنوميديا الغربية.

وبسبب جمال صوفونيسبا، تم تغيير التحالفات بشكل جذري، ليتحول سيفاكس ملك القبيلة المازيسولية بنوميديا الغربية ليكون حليف لقرطاج ويترك التحالف مع روما بعد أن عقد القرطاجيون صلحا مع سيفاكس وزوّجوه بالحسناء صوفونيسبا.

ونجحت صوفونيسبا بفضل ذكائها وجمالها في التأثير على زوجها الملك النوميدي سيفاكس وإقناعه بالتحالف مع قرطاج وتغيير موقفه والدخول في المواجهات ضد الرومان.

إلا أن تلك الخطوة كانت الأغرب في عقد التحالفات لأن صوفونيسبا كانت فى الأصل خطيبة  القائد النوميدي الآخر وحليف قرطاج ماسينيسا.

والذي بالتزامن مع تحالف القرطاجيين وسيفاكس، تخلّى ماسينيسا عن قرطاج حيث استشاط غضبا عقب سماعه لخبر زواج صوفونيسبا خطيبته من غريمه سيفاكس وتحالف القرطاجيين الجديد، وبناء على ذلك، فضّل ماسينيسا التحالف مع الرومان عارضا خدماته على القائد الروماني سكيبيو الإفريقي.

أسفرت هذه التحالفات عن نتائج وخيمة لسيفاكس حيث وقع أسيرا في قبضة “ماسينيسا” عقب خسارته لمعركة السهول الكبرى سنة 203 قبل الميلاد وسقوط عاصمته سيرتا، في الأثناء، اتجه “ماسينيسا” لإنقاذ خطيبته وعشيقته السابقة صوفونيسبا، زوجة سيفاكس، من قبضة الرومان فأقدم على الزواج منها مثيرا بذلك غضب روما.

وتسببت خطوة القائد العسكري ماسينيسا، في تشاؤم القائد الروماني سكيبيو الإفريقي حيث تخوف القائد العسكري الروماني من إمكانية وقوع “ماسينيسا” تحت تأثير هذه الحسناء القرطاجية وتحوّله من حليف لعدو لروما تماما كما حصل مع “سيفاكس” سابقا، ولهذا السبب طالب سكيبيو الإفريقي بإبطال الزواج وتسليمه صوفونيسبا لإخضاعها لمصير المهزومين عن طريق عرضها مقيدة بالأغلال في شوارع روما ضمن احتفال النصر.

وتجنبا لعار الهزيمة وإذلال قرطاج اتجهت صوفونيسبا لوضع حد لحياتها عن طريق تجرّع السم، وعلى حسب ما نقله بعض المؤرخين، تكفّل زوجها الجديد القائد النوميدي ماسينيسا بتوفير السم لها ليلة الزفاف لتفارق بذلك الحسناء القرطاجية الحياة سنة 203 قبل الميلاد وقد كانت آخر كلماتها “أنا لن أخسر سوى حياتي”.

التاريخ ذكر قصة صوفونيسبا كأحد أهم النساء أصحاب الدور في تغيير التاريخ.. والتى فضلت عزة بلدها على الوقوع في الأسر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى