منوعات

مالا تعرفه عن الطائفة الخنفشارية الذين كذبوا على الرسول

بأسلوب منظم وسرعة بديهة وردود متتالية يمتلكون أدوات نادرة في السيطرة على الآخرين وإيصال رسائل قوية تجذب من يستمع إليها وربما تؤثر على عقله دون أن يدري.

«الخنفشاريون».. اسم لمجموعة تعمل دونما شكل منظم. لكن خطورتهم ربما تفوق خطورة المواجهات بين الدول. ويشهد التاريخ أن عددا ليس بالقليل منهم تسببوا في كوارث بعد أن نصبوا المصائد لأتباعهم من البسطاء الذين يصدقونهم ويؤمنون بهم على طول الخط دون نقاش أو تردد.

يعتمد الخنفشاريون في نشر أفكارهم الضالة على عنصر الإبهار بحيث يظهر أحدهم حين ينشر فكره ومذهبه عالما داعيا فقيها لا يشق له غبار. وترتكز تحليلاتهم وآرائهم على حتمية الرد بحيث لا يقع أحدهم في ردٍ يكشف خطأه أو يُظهره للناس على أنه من أدعياء العلم.

لا يرتبط الخنفشاريون بحركة معينة أو هيكل تنظيمي بقدر ما يتلاقون في هدف واحد وهو نشر الضلال والأباطيل.. والأشد غرابة أنهم متقاربون في الفهم والأسلوب وطريقة الظهور.

ما أن يتقلى أحدهم السؤال حتى ينبري ردا مباشرا بإجابات يصر أمام الناس على أنها مؤسسة على أدلة يزعم أنها علمية بينما هي من وحي خيالاته.

سر تسمية الخنفشاريين بذلك الاسم؟

تعود تسمية هؤلاء الرجال أدعياء العلم الذين يبثون ما يريدون من أفكار للناس ويظهرون على أنهم أصحاب الحقيقة المطلقة وما دونهم وهو وسراب. تعود تسميتهم إلى لفظة «الخنفشار».

كان أحد مدعي العلم الذي يصطلح العلماء على تسميته «زعيم الخنفشاريين» يفتي في كل شئ فيما يعلم وفيما لا يعلم.. لم يكن الرجل يعترف أبدا بالرد الموضوعي المتوقع بكلمة: «الله أعلم» وهو الرد المعتاد ممن لا يدري بتفاصيل مسألة أو قضية تلقى فيها سؤالا أمام الناس.

وعلميا لا يوجد أدنى حرج – على العلماء ذاتهم – من الاعتراف بعدم الوصول إلى معلومة معينة أو عدم فهمها، لكن الخنفشاريين لا يعيرون تلك الضوابط العلمية بالا. بل إنهم يرون أنهم من حقهم أن يفتون الناس في كل وقت وفي أي مسألة أيا كانت التداعيات المترتبة على ذلك.

نعود إلى زعيم الخنفشاريين .. من هو ؟

تعود قصة تلك التسمية إلى رجل ظهر قديما في إحدى القرى. وكان معروفا بين طلبة العلم بأنه من أدعياء العلم وليس عالما بالمعنى المفهوم. لكن الناس ظنوا زورا أن الرجل عالم كبير. لأنهم ما أن كانوا يبادرون بالسؤال حتى يرد سريعا ويزعم أن لديه الأدلة والأسانيد كافة التي تدعم موقفه وفقهه وعلمه. وكان الحقيقة أن الرجل لا علاقة له بالعلم وأهله.

اتفق بعض طلاب العلم على ضرورة وضع الرجل في اختبار حقيقي يكشف مدى صدق ذلك الرجل من كذبه وهنا كانت المفاجأة.

اتفق طلاب العلم على أن يخترعوا لفظة يعجز ذلك الرجل عن تفسيرها أو إطلاق فتاوي بشأنها .. فسألوه سؤالا محددا وقالوا له: ما حكم الخنفشار؟

كالعادة انبرى الرجل يرد بسرعة ليس لها مثيل بدأ الرجل يطلق سيل الفتاوى وقال: الخنفشار نبت طيب ينبت في أقصى جبال اليمن .. وكان بذلك يقصد ألا يتمكن أحد من الذهاب إلى هناك للتحقق من كلامه.

وبدأ يروي أهمية الخنفشار وفوائده بالنسبة للإبل والناس .. وتابع: إن أبو دواود قال في حق الخنفشار بتذكرته كذا كذا.وقد قال الشاعر في حق الخنفشار: لقد عقدت محبتكم فؤادي… كما عقد الحليبَ الخنفشارُ
وأخذ الرجل يروي فوائد نبات اخترعه وشيء ليس له وجود .. إلى أن قال: وقال فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : وهنا تدخل القوم على الفور لاستيقافه وقالوا له: اصمت: كذبت على هؤلاء فلا تكذب على النبي.

ومنذ ذلك الحين أصبح توصيف الخنفشارية ملازما لكل من يفتي بغير علم ويطعن في قيم عليا بأقاويل كاذبة من خيالة يزعم أنها علمية بينما هي محض افتراءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى