منوعات

نساء تحدين المستحيل ورفضن الاستسلام لشبح الغربة

بعد الشتات والتفرق والبعد عن الوطن ورحيل الأهل والأقارب تعرضت النساء السوريات لظروف صعبة للغاية فقدن السند وكان عليهن البدء من جديد بعد كل ذلك وأن يحفرن في الصخر مهما وصل بهم الأمر لكن بعض نساء سوريا تخطت شجاعتهن وإصرارهن حدود العقل ، واستطاعن أن يكن مصدر إلهام للآخرين. حدث ذلك في بلاد لا يعرفون لغتها ولا يستطيعون التكييف فيها بسهولة .. فما هي قصصهن وكيف واجهن المستحيل .. تعالوا لنعرف

بداية قصة سارة

الشّابة السورية “سارة قصيراوي” مثلها مثل كل السوريات ، خرجت من بلدها بحثا عن حلمها ضائع ، وبالفعل استطاعت سارة الوصول إلى في أكتوبر عام 2015 درست سارة الطب حتى السنة الثالثة في سوريا
لكن بسبب الظروف المحيطة اضطرت لاتخاذ قرارها بالهروب مع أخيها وأختها. فلم يكن بيد سارة أي خيار آخر.

في البداية وصلت إلى قرية شرقي ألمانيا وقد واجهت هناك صعوبات في الاندماج بسبب عدم تقبل البعض لها كونها فتاة محجبة. ولكنّها لم تستسلم حيث تعلمت اللغة وساعدها في ذلك الانترنت ومتابعة قنوات اليوتيوب.
استطاعت اجتياز امتحان الـ A2 وحدها ولم يتوقف شغف سارة وإصرارها عند هذا الحد فانتقلت فيما بعد إلى مدينة “جينا” وبكل مثابرة استطاعت أخيرا أخذ منحة لتعلم اللغة في الجامعة، وفي هذه الفترة خصصت «سارة» وقتها لمساعدة الغير حيث تطوّعت في إحدى الجمعيات كمترجمة للقادمين حديثا، في المشافي والعيادات.

وحاولت الحصول على مقعد في الجامعة في الفصل الصيفي ولكنها فشلت للأسف، لكن سارة بإصرارها وعملت في أحد المستشفيات ضمن برنامج للخدمة التطوعية، وتوقفت عن تلقي المساعدات من مكتب العمل.

ولأنه دائما ما يكلل التعب والكفاح في النهاية بالنجاح مهما كانت الصعاب ، تقدمت مرة أخرى للحصول على مقعد لدراسة الطب، وتم قبولها في جامعة “جينا” وحصلت بسبب اجتهادها على منحة دراسية. واستطاعت الحصول على إقامة دائمة لمدة السنة ، وتستعد للتقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية في العام القادم.

وتمتلك سارة ليس فقط شهادة في اللغة بل 3 شهادات، وهي أيضا تعمل كمترجمة متطوعة في فريق ملهم وذلك لقيامها بترجمة الحالات الإنسانية والطبية والتعبير عن معاناة الأهالي في الداخل السوري، حيث أنها عايشت شعور عدم المقدرة على إيصال المعاناة والألم أثناء عملها كمترجمة في المستشفى.

 أمرأة سورية تتحدى المستحيل

وصل السوري محمد بحبوح إلى ألمانيا في عام 2012 وفي سنة 2015 استطاع إحضار أسرته ، واستطاع إحضار زوجته لمياء وابنته هنادي،وقد تمكنوا جميعا من تعلم اللغة الألمانية بسرعة والاندماج في المجتمع الجديد.

لم ترد العائلة الاعتماد على المعونات الشهرية وعند عدم قدرة الزوج على إيجاد عمل بسرعة ، قررت زوجته لمياء اقتراض مبلغ من أحد الأصدقاء لتبدأ عملها الخاص، و تمكنت بعد سنة من قدومها من افتتاح محل لبيع المنتجات الشرقية وقد أطلقت عليه علاء الدين وتبيع فيه المواد الغذائية العربية وكانت تبيع فيه القهوة والبهارات والخبز والخضر والزيوت.

وتعمل السيدة لمياء الان في هذا المحل وقد حقّقت نجاحا كبيرا بين العرب الموجودين في مدينتهم، وكذلك بين الألمان وهي تشرح لهم طريقة طبخ بعض الوجبات العربية واستعمال البهارات على الطبخ.

ليظل الشعب السوري رغم كل كل يمر به مثال الإلهام والشجاعة وإثبات أنه لا يوجد مستحيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى