منوعات

سر سيطرة «أبو شاكر» على أمزجة السوريين بعد اختراعه كأس الإمبراطور

كيف أخفى ملك العصائر السورية هذه الخلطة السرية عن عملائه سبعين عاما من الزمان، لم يعلم المترددون عليه خلال تلك المدة الطويلة حقيقة عصائره.. لكنهم بدأوا يتساءلون عن أسباب تكرار زياراتهم إلى ذلك المكان لطلب العصائر بطريقة غير إرادية وكأن في تلك العصائر مادة غير معلنة عكف معدوها على وضعها ليضمنون بذلك جذب زبائنهم مهما تباعدت المسافات بينهم؟

لم يعد لتاريخ ذلك السوري العتيق منافس يقوى على مواجهته.. ولما لا وقد أدلى كبار الشخصيات ممن زاروا سوريا بشهادات موثقة بحقه.. ولم يعرف الذين ظنوا أنهم تحولوا إلى زبائن بكامل إرادتهم أن وراء تكرار زياراتهم إلى «ملك العصائر السورية» سر ولم يأت هذا الأمر من فراغ.. ويبدو أن أبو شاكر قد وصل إلى المرحلة التي شعر خلالها أنه ما عاد بحاجة إلى شهرة ومكاسب حقق منها ما استطاع الوصول إليه، فقرر أن يبوح للسوريين بل ولبقية العرب الذين زاروا سوريا بأسراره التي ظلت مطوية لديه سبعة عقود من الزمن…

سبعة عقود من السرية

برغم تميز السوريين بقدرات فائقة في إعداد الأطعمة والعصائر إلا أن أحدا منهم لم يستطع الوصول إلى الحقائق التي ظلت في طي الكتمان لدى صانع «كأس الأمبراطور» سبعين عاما.. دون أن ينجح طاه أو خبير في إعداد العصائر في الوصول إليها.. وهناك في سوق العصائر الشهير حدثت المفاجأة.. وقبل أن نتطرق إلى تلك المفاجأة ينبغي التعرف على شخصية بطلها وكيف وصل إلى السوريين كافة.

هناك في قلب العاصمة السورية وقف مجموعة من الزبائن ذات يوم يسألون شابا في ريعان الشباب عن نوع معين من العصائر التي كان محل والده يشتهر بها، وقفوا يطلبون نوعا من الفاكهة الممزوجة بالحليب.. لكن لم يحالفهم الحظ.. وكان على ذلك الشاب أن يتحمل الأمانة التي ائتمنه والده عليها..

موقف مفاجئ

فماذا سيفعل ذلك الشاب؟ إن الوالد كان قد استأمنه على محل العصائر الذي يقتاتون منه، وعليه ألا يرد طالب أي مشروب .. لكن المحل ليس به قطرة حليب واحدة.. بعد حيرة لم تستغرق دقائق في البحث عن حليب تذكر ، وعلى الفور خطرت له فكرة المزج وبابتسامة عريضة للزبائن قرر أن يسترضيهم بخليط أسماه وقتها «العصير الجديد».. كان هدف الشاب عدنان (أو أبو شاكر كما عرف بين السوريين) أن يرضي العملاء بأي طريقة وبالفعل تذوق الزبائن (العصير الجديد) وصارحه بعضهم بأن من يتناول تلك العصائر سيضمن حماية صحته..

أسعار غير محددة

صارح الشاب السوري والده الذي كان أول سوري يفتتح محلا للعصائر المميزة في دمشق حتى أن تاريخه في هذا المجال يعود إلى سبعين عاما.. صارحه بأنه يريد إحضار آلة لبنانية مميزة للعصر ولم تكن آلات العصر الكهربائية منتشرة بتلك الفترة.. لكن الوالد كان متحفظا على أمرين أولهما أنه يريد منه استكمال دراسته الجامعية والأمر الثاني ألا يجهد نفسه مع تلك الآلة لكن أبا شاكر أصر على مواصلة المسيرة في مجال العصائر ووضع أول معادلة للدعاية العملية الناجحة بمعاملة الزبائن بكرم شديد واستيفاء كؤوس العصير مع التبسط مع الفئات العمرية الأقل سنا، وتركهم يشربون ما يريدون دون تشدد في فرض أسعار تفوق قدرتهم على الشراء..

كأس الامبراطور

اعتمد أبو شاكر في جذب الزبائن على شدة النظافة وترك حرية الاختيار للعميل في تجريب العصير وعدم دفع حال عدم الإعجاب به.. فضلا عن تحضر كأس أسماه (كأس الإمبراطور) والحصول على العديد من شهادات التقدير. . وقد زاره الكثير من المشاهير والزعماء والرئيس الجزائري حين زار دمشق، ما يؤكد أن سمعته وصلت إلى درجة كبيرة من الثقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى