ثقافة ومعلومات

بُنيت في مصر الفرعونية..قصة مدينة العقاب المصرية مجدوعي الأنوف وما يحدث لمن يدخلها

في الصحراء القاحلة ، وبجدار طوله 500 متر ، وبدون نقطة مياه ، بنيت مدينة لا تقهر ، بنيت من أجل إبقاء الخارجين عن العدالة بل ووضعهم جميعا في مكان واحد لتظل صامدة لاكثر من 1500 عاما ، فهل سمعت عن مدينة ، بلدة “مجدوعي الأنوف” وكيف صمدت حتى الآن التفاصيل ستذهلك فقط في التالي:

مطاريد.. لا يستطيعون العودة لحياتهم مرةً أخرى

حدث في مصر الفرعونية, بالقرب من مدينة غزة حالياً، تحديداً قرب مدينة العريش المصرية، وقبل نحو 3 آلاف عام، بُنِيَت مدينة لم يكن لها مثيلٌ في العالم كله.

أطلق عليها الإغريق اسم “رينوكولورا”، وسُمِّيت بهذا الاسم نسبة إلى “الوجوه الغريبة لقاطنيها”. نعم، فقد كان جميع قاطني هذه المدينة مجدوعي الأنوف.

كان هؤلاء الرجال الخارجين عن القانون، وكانت مدينة رينوكولورا سجنهم ومنفاهم والمكان الذي يعيشون فيه للأبد، أقام هذه المدينة أحد ملوك مصر الفرعونية وجعلها منفى يُعاقب اللصوص بإرسالهم إليه.

بُنيت في مصر الفرعونية عام 1300 قبل الميلاد

وتذهب الاحتمالات إلى أن هذه المدينة قد بُنيت حوالي عام 1300 قبل الميلاد على وجه التقريب. وبطبيعة الحال تندر الشواهد اليوم عليها.

كانت مدينة رينوكولورا حصناً هائلاً يحوطه جدار بطول 500 متر، ويحرس هذا الحصن الهائل أبراجٌ يبلغ ارتفاعها 20 متراً.

وفي ذلك الوقت، كانت مدينة لا تقهر، ولطالما حاول الملوك غزوها، لكنّ أحداً لم يتمكن من اقتحامها.

تجدع أنوفهم..ويعيشون حياة صعبة

وقد كان قاطنو المدينة هم هؤلاء الرجال الذين قُبِضَ عليهم وهم يخرقون القانون. كانت أنوفهم تُجْدَع ويُحكَم عليهم بالعيش منفيين في هذه المدينة الواقعة في أقاصي الصحراء المصرية

لم يكن بمقدور هؤلاء الرجال الذين كانت مدينة رينوكولورا موطنهم أن يعودوا إلى أهلهم مرةً أخرى.
ومن كان ينجح منهم في الهرب من فوق أسوار المدينة الشاهقة، كان أنفه المجدوع يكشفه ويُعلنه مجرماً لأي شخص يراه.

وكان من الصعوبة بمكان أن توجد “قطرة ماء” صالحة للشرب في هذه المدينة العجيبة. وكان المصدر الوحيد والرئيسي للمياه لديهم هي آبار مياه آسنة تقع عميقاً في غور الأرض.

مع ذلك، يبدو أنّ الإنسان ينجو بطريقةٍ أو بأخرى رغم الظروف الصعبة. فقد نجا الناس في المدينة بطريقة ما. كانوا يصطادون الأسماك من البحر بشباك القصب، ثم يستخدمونها طُعماً لاصطياد طيور السمان.

 اكتشاف أثري على وجودها

وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر، وجد عالم آثار لأول مرة دليلاً على وجود مدينة كان يُنفى إليها مجدوعو الأنوف. وتبيَّن من هذه الاكتشافات أن ما كان يُتداول من أساطير منذ عام 30 ق.م كان له أصلٌ حقيقي

وكان عبارة عن لوح حجري ينص على قوانين الفرعون الذي حكم البلاد بين عامي 1321 و1293 ق.م.
يعتقد البعض أنّ آخر فراعنة الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة حورمحب هو الذي بنى هذه المدينة. لكنّ تقاليد جدع الأنوف والعقاب بها عاش بعده لزمنٍ طويل فيما يبدو. لتبقى هذه المدينة أسطورة حتى الآن للصمود رغم كل ما كان بها ، فهل سمعت عنها من قبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى