منوعات

قصة رحيل الدبلوماسية العراقية بلقيس الراوي التي تزوجها نزار قباني بقرار جمهوري

أحبها لدرجة القداسة ولم يتخيل يوما أنها بشر ليقرر أن يمنحها درجة فوق مستوى البشرية معتبرا إياها رسولة.. ويتعهد بكشف المتورطين في إنهاء حياتها والذين تلقوا التعليمات من «أبي لهب».. فماذا فعل ذلك النجم السوري بحقها؟

إنها بلقيس الراوي تلك الدبلوماسية العراقية التي طالما ألهمت بجمالها العالم وكانت بالنسبة لزوجها نزار قباني الدبلوماسي والشاعر السوري أيقونة الجمال حيث لم يدر بفكر الرجل الذي وسَّط الرئاسة العراقية للزواج منها مصير العلاقة الصعب.

بداية الحب في حفل رسمي

كان نزار يزور بغداد ذات يوم ورأى بلقيس الراوي في حفل رسمي .. رأى فيها شخصية متفردة يجمع سمتها بين الجمال والوقار.. وقرر أن تكون زوجته الأبدية التي سيكمل معها حياته وتستحق منه ما يرويه من قصائد.

لم يكن الطريق نحو بيت بلقيس مزينا بالزهور فقرار خطبتها كان يحتاج تنفيذه بالنسبة للدبلوماسي السوري تدخل أعلى المستويات حيث قوبل طلبه من والد بلقيس بالرفض.

اعتبر نزار أن رفض زواجه ببلقيس حكما بالحرمان من الحياة وأخذ يفكر في كيفية النفاذ إلى عقل والد بلقيس حيث تحول رفض الزواج إلى «قضية رأي عام».

رسالة إلى الرأي العام العراقي

صمت نزار فترة من الزمن إلى أن جادت قريحته الشعرية بقصيدة مطولة جاء في بعض أبياتها:
كان عندي هـنا أميرة حبٍ ثم ضاعت أميرتي الحسناء
أين وجهٌ في «الأعظمية» حُلوٌ لو رأته تغار منه السـماء؟
إنني السندباد مزقه البحر.. وعينا حبيبتي الميناء

عاش الرجل أزمة على خلفية رفض الزواج وقد رأى في بلقيس عوضا عما طاله من متاعب بعد رحيل زوجته الأولى وولده وانتقال ابنته الوحيدة للعيش في مكان بعيد عنه.

القصيدة تستدر عطف الرئيس العراقي

استمع إلى تلك القصيدة وقتها الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، وقرر التوسط لإتمام زيجة نزار وشكل وفدا يضم وزيرا ووكيل وزارة، وذهب الوفد إلى والد بلقيس يتوسط لإتمام الزيجة.

عادت الأنفاس تتردد في جسد نزار بعد موافقة والد بلقيس الراوي على تلك الزيجة وأصبحت الزوجة الجديدة له هي الحياة ذاتها وعاش معها أجمل أيامه حيث أنجب منها «زينب وعمر»، إلا أن دوام الحال كان من المحال

مأساة في قلب بيروت

في عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين استهدفت السفارة العراقية في بيروت التي كانت تعمل بها بلقيس، وكان قدر نزار أن تنتهي حياة بلقيس.

خرج الرجل بقصيدة حاكم بها جميع المسؤولين وكان الإسقاط السياسي الذي تتضمنه كفيلا بأن يذهب به إلى خلف القضبان.. وغلب الإسقاط السياسي على قصيدته التي حملت عنوان «بلقيس» حتى أنه اتهم «أبا لهب» بالسيطرة على الأمة العربية من محيطها إلى خليجها وأخذ يكيل أوصافا لأنظمة الحكم كانت أقسى ما يسطره شاعر ..

وكتب يقول
بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيء على السواحل
سبـأٌ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية

وختم نزار قصيدته بأن الحادث أنهى حياة «الرسولة» وهكذا وثق نزار أعظم قصيدة وفاء بين رجل وزوجته في العصر الحديث لكن المفارقة أن التي أهدى إليها القصيدة كانت وقت كتابتها «تحت التراب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى