قد تسمع الكثير عن حوادث السرقة والاحتيال من المسؤولين الكبار في الدول، لكن هل سمعت يوما عن امراة احتالت على دولة وخدعت رئيسها لمدة 15 عاما دون ان يكشف احد كذبتها؟ قد يبدو الأمر كفيلما سينمائيا أو رواية لكن ذلك حدث حقا في الجزائر وتلك المرأة المحتالة الشجاعة هي مدام مايا.
عرفت بابنة الرئيس السرية لأكثر من 15 عام، وسكنت في حي الوزراء، تدخلت في كل صغيرة وكبيرة في اقتصاد الجزائر، ولها العديد من الأملاك في الداخل والخارج، واليوم تقبع في السجن بتهمة الاحتيال، فمن هي مدام مايا وكيف خدعت الجزائر لعقد ونصف؟
في عام 2004، ذهبت امرأة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لأخذ مزايا لاستثماراتها بصفتها ابنة صديقه، واقنعته حينها ان اسمها بين سيدات ورجال الأعمال مدام مايا، وعندما خرجت من مكتبه أبلغت على الفور جميع المسؤولين في القصر انها ابنة الرئيس بوتفليقة السرية من زوجته الثانية السويسرية، وان الرئيس لا يرغب في ان يعرف احد انها ابنته، وانه سيكتفي بالتوصية عليها في الاستثمارات الخاصة بها لتنتفع من اقتصاد الجزائر كما تشاء دون ذكر أي صلة قرابة بينهم.
ومنذ ذلك الحين ومدام مايا اكتسبت نفوذاً في أوساط رجال الأعمال وفتحت لها أبواب كبار، تحصل على العديد من المزايا ويخشاها جميع المسؤولين الكبار ، وتنهي صفقات بالمليارات باسم الرئيس بوتفليقة بين الوزراء ورجال الأعمال، وتحصل في المقابل على هدايا ورشاوي كثيرة، واستمر الأمر هكذا لأكثر من 15 عاما تسير مدام مايا بحراسة أمنية قوية، وتقيم في سكن فاخر في نفس الحي الذي يسكن فيه وزراء الحكومة وكبار المسؤولين، وصدق الناس انها حقا ابنة الرئيس السرية.
حتى جاء عام 2019 وبعدما مااستقال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ب3 شهور بدأت تظهر خيوط كذب مدام مايا، وقررت الحكومة مداهمة منزلها ليعثروا داخله على أكثر من مليون يورو بالدينار الجزائري وعملات أجنبية أخرى، ومجوهرات كثيرة جدا، كما وجدوا انها تمتلك 6 فيلات، و3 شقق في عقارات مختلفة، ومبنى من 3 طوابقر، أما في الخارج فوجدوا انها تمتلك شاليه وشقتين في إسبانيا بقيمة تفوق مليون سبعمئة ألف دولا .
وخلال التحقيق معها كانت الصدمة، فمدام مايا التي أدعت انها ابنة الرئيس االجزائري بوتفليقة اسمها الحقيقي نشناشي زليخة، وليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالرئيس بوتفليقة غير ان والدها كان على معرفة به، واعترفت مدام مايا المحتالة بأنها كذبت على الجميع كما انها خدعت الرئيس نفسه.
ووجهت المحكمة حكما عليها بالسجن 12 عاما في قضايا فساد تتعلق بـغسيل الأموال واستغلال النفوذ وإهدار المال العام، وبغرامة قدرها 7 ملايين دينار جزائري ومصادرة جميع أملاكها، كما حُكم على ابنتيها، إيمان وفرح، بالسجن 5 سنوات مع غرامة قدرها 3 ملايين دينار جزائري وكذلك مصادرة ممتلكاتهما.
أما عن الرئيس بوتفليقة، فهناك تقارير تفيد باانه كان يعلم ماتفعله مدام مايا المحتالة، وهناك تقارير أخرى تقول ان الدائرة الصغيرة المحيطة بالرئيس لم تنقل إليه الأمر حفاظا على عدم رغبته بمعرفة احد أمر ابنته السرية.