منوعات

قصة حب بين «جولييت مصر القديمة» وضابط من عامة الشعب

بين بيوت جنائزية غاية في الغرابة والإعجاز ووسط رمال طمرت بين حباتها أسرار لا زالت الباحثون يلتمسون سُبُل الوصول إلى أسرارها، تروي الرمال أطول قصة حب بين «جولييت مصر القديمة» وضابط من عامة الشعب.

إيزادورا هي فتاة مصرية إغريقية الأصل، جذبتها شخصية الضابط المصري «حابي»، عرفت إيزادورا بأنها «هبة إيزيس»، دارت تفاصيل قصة الحب الخالدة في القرن الثاني قبل الميلاد في عهد الإمبراطور «هادريان» في منطقة «تونا الجبل» غرب مركز ملوي في محافظة المنيا المصرية، حيث منطقة الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد.

في مدفن إيزادورا توجد وثائق تروي قصة الخلود، حيث كان والد إيزادورا حاكما للإقليم عندما وقعت ابنته التي كان عمرها ثمانية عشر عاما في حب الضابط المصري.

كان الضابط المصري الذي أحبته الفتاة من عامة الشعب وكان سكنه على الجانب الغربي من نهر النيل في مدينة «خمنو» التي تسمى حاليا «الأشمونين».

بدأت قصة الحب بين إيزادورا والضابط المصري بعد لقائهما في احتفال ديني يخص الإله «حجوتي» رمز الحكمة والقلم.. وقد أفصحت إيزادورا لمحبوبها بما يجول بخاطرها، واعترف الضابط لها بأنه يبادلها ذات المشاعر الراقية.

وهناك بجوار النهر جمعت الأجواء الصافية بين إيزادورا والضابط المصري.. كانت اللقاءات تتم بين إيزادورا والضابط المصري حيث المشاعر الصادقة والكلمات الراقية التي ازدادت بعدها جولييت مصر القديمة حبا في الضابط طيلة ثلاث سنوات من اللقاءات.

علم والد إيزادورا بالقصة التي بين ابنته وبين الضابط، وغضب غضبا شديدا، حيث أصدر أوامره بعدم خروجها من القصر وأمر أحد الحراس بأن يضعها تحت عينيه وأصبح اللقاء بينها وبين الضابط «حابي» هو المستحيل بعينه.

شعرت إيزادورا أن حياتها بدون «حابي» تستوي مع العدم، يوما يعد يوم لم تعد تطيق الحياة في قصر والدها وقررت الهرب من القصر لعلَّها تفوز بلقاء «حابي»، حتى لو كان ذلك اللقاء هو اللقاء الأخير.

كانت إيزادورا قد دبرت خطة سرية لإنهاء حياتها بعد اللقاء الأخير بينها وبين «حابي»، والتقى الحبيبان بجوار النهر وأثناء عودة إيزادورا ألقت إيزادورا نفسها في النهر لتنهي حياتها غرقا.

نفذت إيزادورا ما انتوته بجوف ليل، وألقت بنفسها في نهر النيل الذي كان شاهدا على علاقة بريئة بين حبيبن انتهت برحيل أحد طرفيها.

أحس الوالد بالصدمة واستشعر الذنب بعد أفعالها بحق ابنتها التي ما كان لها من ذنب سوى علاقة بريئة بينها وبين الضابط «حابي».

قرر الوالد بناء مدفن يخلد ذكرى الابنة الراحلة ووضعها على سرير جنائزي.. لتظل قصتها تروي للزائرين.. أما الضابط حابي فقد حرَّم على نفسه الزواج بعد رحيل محبوبته وظل مثالا للوفاء والإخلاص حيث كان يداوم على زيارة مدفن حبيبته الراحلة مستذكرا إياها بالشموع.

كتب والد إيزادورا مرثيتين من الشعر في حقها باليونانية على جدران مدفنها يقول «أيتها الصغيرة الجميلة، أيتها الطيبة البريئة، والزهرة الناضرة، التي ذبلت في ربيع العمر، يا ملاكي الطاهر الذى رحل دون وداع».

«صدرت رواية عن إيزادورا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي بنى استراحة بمنطقة تونا الجبل بجوار مدفن إيزادورا، وفي ذات الاستراحة ألف طه حسين روايته الشهيرة «دعاء الكروان»، التي تم تمثيل مشاهد منها في نفس الاستراحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى