منوعات

قصة مدفع الإفطار ومدفع الحاجة فاطمة ..هدية ألمانية تحولت إلى تقليد ثابت !!!

ظل شعارا لدى المسلمين كافة في شهر رمضان كما لو كانت سنَّة يطبقونها أو مصدرا للبركة بينما ظلت حقيقته مزيجا من وقائع تاريخية متناثرة، وبرز التساؤل هل إلى هذا الحد وصل اهتمام المسلمين بمدفع رمضان؟ .. وهل كان لهذا التقليد بديلا أو معادلا في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟

«مدفع الإفطار اضرب».. عبارة باتت مألوفة مرتبطة بآذان المغرب في الشهر الكريم حتى أن المسلمين يعدون صوته إيذانا ببدء الإفطار شأنه شأن آذان المغرب الذي يتزامن معه وفق توقيتات مسبقة.

هدية خاصة إلى الوالي

يحاول البعض الربط بين مدفع الإفطار وبين اختراعات المسلمين وربما يربطون بينه وبين طقوس تعود إلى عهد المسلمين الأوائل.. بينما حقيقة مدفع الإفطار تعود إلى «إهداء ألماني».. فقد أهدت ألمانيا أحد الحكام المسلمين مدفعا في توقيت لم تكن الدول الإسلامية قد وصلت فيه إلى ابتكار آليات عسكرية على ذلك النحو.

تشير المصادر التاريخية إلى أن ذلك الإهداء تم في العصر المملوكي حوالي العام ألف وأربعمائة وتسعة وثلاثين وكان توقيت تسليم الهدية إلى الوالي المملوكي «خوشقدم» في شهر رمضان الكريم وصدرت الأوامر أن يتم تجريب المدفع لأول مرة في القاهرة بالتزامن مع غروب شمس القاهرة واعتقد الناس – حينذاك – أن إطلاق المدفع مؤشر على تناول الإفطار حيث آذان المغرب.

فرحة لم تتم بعد العطل المفاجئ

وصلت التقارير إلى الوالي تحيطه علما بما حدث وهنا أصدر قراره بأن يتم إطلاق المدفع بشكل يومي طيلة أيام الشهر الكريم لكن الحال لم يدم طويلا حيث تعرض المدفع الألماني إلى أزمة توقف بعدها عن العمل .. وكان المصريون قد ارتبطوا به كما لو كان أحد طقوس الشهر الكريم.

حدث اضطراب بين الناس في القاهرة وبات الرأي العام يتساءل: «ما هي أزمة مدفع خوشقدم؟ وكيف توقف عن العمل؟».. قرر الناس اختيار وفد من أهل الحل والعقد للقاء المسؤولين عن البلاد لحل أزمة المدفع وبالفعل التقى الوفد زوجة السلطان وكان اسمها «الحاجة فاطمة» التي رفعت الأمر إلى السلطان وأقر طلبهم باستمرار ذلك التقليد في رمضان دون توقف، وتم تخصيص مدفع لذلك عرف باسم مدفع الحاجة فاطمة.

تجارب عسكرية تحولت إلى طقوس

يربط بعض المؤرخين أيضا بين ظهور مدفع رمضان وبين صفقة مدافع اشتراها والي مصر محمد علي الكبير وجربها في رمضان وتصادف ذلك وقت أذان المغرب وصار تقليدا فيما يشير آخرون إلى أن تجريب المدافع كان في عهد الخديوي إسماعيل.

وعلى أية حال تطور الأمر لاحقا إلى استخدام قذائف غير حية في المدافع وتم توزيع أربعة منها في مختلف مناطق القاهرة .. وتعطل إطلاق المدافع في فترات تاريخية معينة حتى تقرر عودتها في العصر الحديث ليظل المدفع يعمل حتى الآن فوق هضبة المقطم.

أين حقيقة الظهور الأول؟؟

وبرغم ثبوت العديد من الروايات التاريخية بشأن مدفع إفطار رمضان وتعددها إلا أن كثيرين لا يجزمون ببداية محددة لظهور ذلك الطقس الرمضاني المرتبط بالشهر الكريم ولم يتم التوصل إلى تاريخ محدد بشأنه ومواعيد ظهوره في مختلف الدول الإسلامية

والثابت تاريخيا أن المسلمين كانوا يفطرون ويتناولون السحور في عهد الرسول الكريم دون ارتباط بذلك إلى أن اتسعت رقعة البلاد الإسلامية وظهرت الحاجة لطريقة لتنبيه الصائمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى