ورق يتحكم في حياتك، يخبرك ما الذي يجب عليك أن تفعله وما الذي لا يجب أن تفعله والأغرب أنه لا يمكنك معرفة من الذي يتحكم به هل هو الشيطان أم قرينك أم عقلك الباطن؟ فما هي حكاية هذا الورق وما هو أصله، سأحكي لكم في التالي:
حتى القرن الماضى كان الجميع يلجأ إلى عالم الروحانيات لمعرفة أسرار الذات التى تتطلب طقوسًا من البحث داخل أعماق النفس البشرية، أوراق التاروت التى أصبحت داخل العديد من المنازل مع كتاب يشرح طاقة كل ورقة جعلت العديد من الناس يتساءلون: هل هى حقيقة أم خيال؟، وهل تحولت من لعبة مرحة إلى حياة ينعزل بداخلها الإنسان لا يخطو خارجها إلا بقرار من ورقة تسمح له باتخاذ القرارات والخطوات المستقبلية؟
هناك الكثير من الأشياء الخاطئة التى كتبت عن تاريخ التاروت، تناولها البعض كحقائق تاريخية، لكن مؤرخي التاروت حاولوا تقديم تاريخ حقيقى قائم على الأدلة والمستندات منها رحلة البحث عن الأصول الفرعونية لهذه الأوراق، خاصة مع انتشار حقيقة أن تسمية التاروت جاءت من كلمتين في اللغة الهيروغليفية هما «تا» و«رو» أى الطريق الملكى.
وهناك من نسبها إلى «التوراة» الكتاب المقدس لليهود وأن التاروت كلمة مقلوب حروفها منه، والبعض نسبها إلى الهندوسية تمتد من الإلهة تارا. مؤرخو التاروت ابتعدوا عن تلك التخمينات واعتبروها جزءًا من الأساطير المنتشرة حول التاروت واعتبروا أن الثابت أنها نشأت فى شمال إيطاليا فى أوائل القرن الخامس عشر (1420-1440) ولا يوجد دليل على أنها نشأت فى أى وقت أو مكان آخر، وأن أقدم البطاقات الموجودة محفوظة فى بلاط الأمراء والنبلاء، وأنها كانت تسمى بأوراق النصر.
ويرجع الفضل فى انتشار قواعدها فى العصر الحديث إلى الشاعر البريطانى الأمريكى المولد آرثر وايت عام 1909، والرسامة ومصممة الجرافيك البريطانية باميلا كولمان سميث، التى لها الفضل فى تصميم أوراق التاروت.
التاروت عبارة عن 78 ورقة، تحمل كل صورة رمزية ورقمًا، وتنقسم الأوراق إلى مجموعتين، الأولى تضم 56 ورقة وتسمى السر الأصغر والثانية تضم 22 ورقة وتسمى السر الأعظم، ولهذه الأوراق ترتيب معين يمكن للملمين بالتاروت أن يجدوا فيها قصة كاملة.
وعلى مدى 600 عام حاول الفنانون وضع لمسات على أوراق التاروت مما جعل هناك 500 تصميم لأوراق التاروت.
يلجأ البعض إلى خبراء التاروت لمعرفة ما يدور فى العالم، واستشارة هؤلاء فى معرفة نتيجة فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أو نتيجة كلاسيكو الأرض بين فريقى كرة القدم برشلونة وريال مدريد، وغيرهما، وهو ما يفسره خبراء بأن الإنسان قادر على قراءة ما يدور فى العالم وتحليل الاستنتاجات إلى نتائج قريبة من الحقيقة، وبالتالى يسهل على الملم بأوراق التاروت أن يدخلك إلى أعماقك للوصول إلى تلك النتائج وحثك على اختيار الورقة الصحيحة التى ترضى نفسك وتكشف جانبا ضبابيا من مستقبلك .
