ثقافة ومعلومات

مالا تعرفه عن عبد الله أبو العباس السفاح الذي تغلب على دولة بكاملها وهزمه الجدري

استطاع أن يثبت جدارته وكفاءته منذ الصغر، فقد كان فارسا مغوارا وسيفا بتارا، تولى الحكم في سن صغيرة، ولم يستمر سوى أربعة سنوات، استطاع التغلب على كل أعدائه، وأسس امبراطورية عظيمة امتدت لخمسة قرون، وكان شعارها الراية السوداء، كما كان الزي الشائع وقتها للحكام هو الأسود، ما دعا مستشرقون وعلماء لإطلاق لقب الامبراطورية السوداء على الدولة العباسية.

رغم كل انتصاراته وأمجاده هزمه الجدري في أيام قليلة ، فمات وهو في عامه الثاني والثلاثين.. ما الذي تعرفه عن عبد الله أبو العباس السفاح؟

شخصية مثيرة للجدل، عرفت بأنها من أكثر الشخصيات عنفا وقسوة في التاريخ الإسلامي، رغم ملامحه الجميلة البريئة، إلا أن في داخله كان يغلي بركان من الغضب، بعد أن أخذ الأمويون أخاه الأكبر إبراهيم الإمام ، فقرر أن يعيد مجد الدولة الإسلامية بتأسيس دولة جديدة تتبع خطى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعيد الملك إلى حوزة الهاشميين، وهو ما حدث بالفعل . استطاع عبد الله أبو العباس بمساعدة أخيه الأكبر أبي جعفر المنصور والقائد أبو مسلم الخرساني أن يهزموا الأمويين.

استطاعوا أن يسيطرا على عدد كبير من الولايات. حتى استتب لهم الحكم وتم تنصيب عبد الله أبو العباس خليفة للمسلمين.
رغم أنه الأخ الأصغر إلا أن تلك كانت وصية الأخ الكبير إبراهيم الإمام لأن الأحق بالخلافة أبى جعفر المنصور لم تكن أمه عربية أصيلة وإنما كانت بربرية.

عبد الله أبو العباس المشهور بالسفاح ولد بقرية الحميمة في الأردن حاليا وتحديدا في منطقة البلقاء عام 104 هجرية وتوفي بالكوفة عام 134 هجرية، حين تولى الخلافة قرر أن يعاقب بني أمية حتى الخلفاء الراحلين منهم ، فقرر أن يمحو آثارهم من على وجه الأرض، فأخرج رفاتهم من القبور وحوّلها إلى رماد تذروه الرياح. وكانت تلك العادة مشهورة في ذلك الوقت، حتى لا يترك لأعدائه أثرا ولا خبرا ولا مكانا رمزيا يلجأ إليه أو يتباكى عليه أعوانهم.

كان عبد الله أبو العباس في ذروة شبابه، ولكنه عرف عنه الورع والتقى والسخاء، وهو الذي أطلق على نفسه لقب السفاح. حيث قال في نهاية خطبة ألقاها في الكوفة ” أنا السفاح المبيح.. والثائر المنيح ” اللقب الذي التصق به على مر التاريخ . فهو لقب يحمل معنيين . أحدهما يرتبط بطريقة تخلصه من أعدائه في حروب مختلفة ودون رحمة، والمعنى الثاني لهذه الكلمة هو العطاء ، فالسفّاح في اللغة هو المعطاء.

تنبأ السفاح بموته قبل وقوعه بشهرين وخمسة أيام، حيث كان ينظر في المرأة ويحدث نفسه عن جمال وجهه ويدعو الله ألا يصيبه بالغرور فسمع صبيين يقول أحدهما للآخر بيني وبينك شهران وخمسة أيام . وقتها شعر بالشؤم . وبالفعل مات بعد المدة المحددة ، حيث أصيب بمرض الجدري الذي التهم وجهه.

بعد وفاته تولي أخوه الأكبر أبو جعفر المنصور الخلافة ويعتبره الكثيرون المؤسس الأول للدولة العباسية، وكانت جنازة السفاح رهيبة مهيبة ، وقيل إن أهله وعشيرته خافوا من أن يتعرض قبره للنبش مثلما فعل مع قبور بني أمية، لذلك أخرجوا أكثر من مائة نعش في الجنازة تفرقوا في جهات مختلفة، حتى لا يعرف أحد مكان قبره بالضبط.

هذه هي قصة السفاح، فهل كنتم تتوقعون كل هذه الأحداث؟ وهل تعتبرون قصته مثيرة للجدل فعلا ؟ وهل توقعتم أن تصل الخصومة والرغبة في محو تاريخ وآثار السابقين لدرجة نبش القبور ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى