ثقافة ومعلومات

خطة الحريم التي أنهت حياة الملك رمسيس الثالث وسر المومياء الصارخة

قليلا من الحب كثيرا من الأطماع والدسائس.. كلمات تعبر عن طبيعة الحياة داخل القصور، فعلى الرغم من عظم بنيانها وزخرفتها وجمالها الذي يخطف الألباب، إلا أنه مع ذلك القدر ترتفع أيضا المطامع في كرسي الحكم، حتى من سيدات القصر وزوجات الملك، حتى وصل الآمر للتآمر على إنهاء حياته ماذا حدث للفرعون رمسيس الثالث مع خطة الحريم.. ما هي القصة؟

“خطة الحريم” قصة خلدتها النصوص الفرعونية لتحكى عن مخطط للغدر متكامل الأطراف نظمته زوجة الملك، حيث كان الفرعون رمسيس الثالث، يعيش مع أفراد عائلته والمقربين من حاشيته فى القصر الملكى، وكما هى حياة القصور المليئة بالغيرة والطموحات والمخططات، إلا أن أهمها الأطماع فى العرش بين الزوجات أمهات أولياء العهود الشرعيين والزوجات الثانويات وأبنائهن الراغبين فى الحكم مصر بعد رحيل الأب، ووصل التآمر إلى حياة الملك نفسه.
ولكل قضية جانى ومجنى عليه، وفى قصتنا الزوجة “تى” هى الجانى حيث قامت بمخطط ضد حياة الفرعون، وكانت هذه من المرات القليلة التى تحدثنا النصوص الفرعونية عن شيء كهذا، فى بردية تورين القضائية، وتعرف الواقعة باسم “بخطة الحريم”..
وأوضحت البردية تفاصيل المخطط والمشاركين فيه من حريم القصر الملكى وبعض سقاة البلاط وحرسه وخدمه، ولم يعرف هدف هؤلاء المتآمرين، ولعل السبب الأساس للموضوع أن الملكة “تى” بالتعاون مع بعض نساء القصر خططت لإنهاء حياة الملك كى تضع ولدها “بنتاورت” على العرش بدلاً من ولى العهد الشرعي، الملك رمسيس الرابع.
ونجح المخطط الذى دبرته الزوجة لإنهاء حياة الملك رمسيس الثالث بالفعل، ولكن انكشفت الخطة، وحقق فيها بأمر من الفرعون التالي الملك رمسيس الرابع، وحكمت المحكمة على المتهمين بأحكام متفاوتة فحصل الكل على جزائه، كل وفقًا لدوره وجريمته فى تلك الخطة، ومن المعروف أن هناك مومياء لرجل غير معروف فى المتحف المصري، وتعرف علميًا بـ “مومياء الرجل غير المعروف إى”، ويشيع تعريفها بـ”المومياء الصارخة” أو “مومياء الرجل الصارخ” وتقول التقارير أنها لإبن الملك بنتاورت الذى شارك مع والدته فى الخطة.
والملك رمسيس الثالث، كان ثاني ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة، وينظر إليه باعتباره آخر ملك عظيم في المملكة الحديثة، كما وصف بأنه “الفرعون المحارب” بسبب استراتيجياته العسكرية القوية، حيث تمكن من هزم الغزاة المعروفين باسم “شعوب البحر”، الذين تسببوا في تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى، وكان قادرًا على إنقاذ مصر من الانهيار في الوقت الذي سقطت فيه العديد من الإمبراطوريات المجاورة.

نجح مخطط إنهاء حياة الملك، ولكن فشلت أهداف الالخطة، بدليل تولى خليفته الطبيعى وولى العهد رمسيس، الملك رمسيس الرابع لاحقًا، عرش البلاد بدلاً من أخيه بنتاورت المتآمر، فى حين لم تذكر البردية مصير الملكة تى، وإن كان ذكر التاريخ لقصة هذه الملكة الخائنة ومؤامرتها لقتل زوجها فاضحًا للغاية وكاشفاً لسيرتها غير المشرفة والتى استسلمت فيها للغيرة بين نساء القصر الملكى والصراع على العرش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى