ثقافة ومعلومات

من هو الشارف الغرياني الذى اختلف عليه الليبيين؟

بين عميل للاحتلال ووطنى شريف، ساد الانقسام بين الشعب المنقسم من الأساس بين حكومتين أحدهما فى الشرق والأخرى فى الغرب، حول ماهية الرجل الذى ارتبط بالزعيم التاريخي عمر المختار.. من هو الشارف الغرياني الذى اختلف عليه الليبيين؟

قضية جديدة زرعت بذور الانقسام بين الشعب الليبي، فعاد الجدل مجددا حول شخصية الشارف الغرياني، التي ظهرت في الفيلم الشهير “أسد الصحراء”، عن قصة حياة رمز المقاومة في ليبيا الشيخ عمر المختار ، والذي عرض لأول مرة منذ نحو 40 عاما.

وكانت البداية، عندما أعلن مجلس بلدية غريان، صدور حكم “رد اعتبار” لـ”الشارف الغرياني” لما جاء في الفيلم من “تجني عليه”، قائلا إنه تضمن “مقاطع مضللة ومسيئة لشخصه ولأسرته ولكل أبناء البلدية”.

وكان المجلس البلدي حرك دعواه أمام القضاء الليبي منذ العام 2020، حيث طلب إبراء ذمة الغرياني الذي ظهرت شخصيته في الفيلم وهو يتعاون مع الاحتلال الإيطالي.

وكشف المجلس البلدى، أن منطوق الحكم تضمن إلزام الجهات الرسمية في الدولة الليبية بالاعتذار “رسميا” إلى أسرة الغرياني، وحذف المشاهد الخاصة بشخصيته في الفيلم.

وولد بطل الأزمة، الشارف الغرياني بزاوية جنزور جنوب شرقي مدينة طبرق العام 1877، تولى الجناح السياسي في الحركة السنوسية بعد مغادرة الملك إدريس السنوسي في حينها، ورحل عن عالمنا في العام 1945.

وعلى الرغم من أن الفيلم صور “الغريانى” من المتعاونين مع الاحتلال، إلا أن الروايات التاريخية تضاربت بشأن موقف الغرياني من الاحتلال الإيطالي لليبيا، الذي بدأ العام 1911 وانتهى في 1943، حيث يرى فريق أنه صاحب مواقف وطنية وله علاقات وطيدة بالسنوسية الذين كانوا يحكمون البلاد، وارتبط أيضا بـ”صداقة شخصية” منذ الصغر مع الشيخ عمر المختار، لكنه رأى في إيطاليا “قوة لا يمكن مواجهتها” ولذا الأفضل مهادنتها، في حين عزم المختار على مواصلة المقاومة ضد الاحتلال، “وهو اختلاف في الرأي حسب.

فيما يرى الفريق الآخر أنه كان من المتعاونين مع الاحتلال ضد أبناء وطنه، ويستدلون بما يقولون إنه أرشيف روما عن هذه الحقبة، ويظهر مساحة العلاقة بين الغرياني وسلطات إيطاليا حينها، ومنها منحه وسام “نجمة إيطاليا”، بالإضافة إلى “رسالة تكريم وشكر” جاء فيها قرار بتعيينه “عميدا فحريا لبلدية بنغازي، فهناك اختلاف بين النهج الذي سار به الغرياني، وبين عمر المختار ورفاقه الذين اختاروا المعارك ضد الاحتلال.

وجسد فيلم عمر المختار، الذي بدأ تصويره في 4 مارس 1979، وبميزانية بلغت حوالي 35 مليون دولار أمريكي، اشترك فيه نحو 250 ممثلا، قصة رمز المقاومة في ليبيا بمواجهة الاحتلال والدفاع عن وطنه.

اختلف أبناء ليبيا على شخصية تاريخية مر على رحيلها عن عالمنا حوالى 77 عاما، فيما حال الوطن الليبي حاليا منقسم بين الشرق والغرب، فإذا كان يحاكم الغريانى على التعاون فى وقتها مع الاحتلال الإيطالى، فما بالك بوطن يوجد به أكثر من 10 قواعد عسكرية وميليشيات أجنبية من أغلب دول العالم.. فهل يحكم المتعاونين مع المحتلين الجدد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى