منوعات

عمرها 3800 عام..أسرار أقدم شكوى في التاريخ

عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف وثمانمائة عام.. هي أقدم رسالة موثقة على وجه الأرض.. فما هي الشكوى المكتوبة بها؟ وكيف حملت إنذارا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشخص المتورط في المخالفة؟ وهل كانت قادمة من العالم الآخر؟تعالوا نتعرف على حقيقة الرسالة الغامضة في التالي:

لوح صلب يميل إلى اللون الفاتح بمجرد ظهوره في بريق الشمس تبدأ الكلمات الغائرة المحفورة عليه في الظهور لتروي أسرار فترة حساسة في تاريخ بلاد ما بين النهرين..

منحوتة نادرة وأسرار متبادلة

يتجاوز ارتفاع اللوح الصلب أحد عشر سنتيمترا بينما يتجاوز سمكه سنتيمترين.. بمجرد العثور عليه خضع لتحليل أثري دقيق لكشف حقيقته.. المقارنات التي أجريت بين ذلك اللوح  وغيره من الكتابات المنقوشة استنتجت أنه ليس قطعة أثرية ثابتة هو بالفعل قد يدخل في تصنيف الآثار لكنه في الأصل رسالة منحوتة تعود إلى حضارة بابل في العراق.

قرارات خاصة للحفاظ على الكلمات

حروف الرسالة تم إظهارها من خلال عمليات عناية وتنظيف فائقة وكانت خلاصة التعليمات الصادرة للقائمين على عملية الترميم هي عدم استخدام أية أدوات صلبة في مرحلة التظيف للحفاظ على الرسالة المنقوشة سليمة.

بعد ذلك بدأت المرحلة التالية لعملية التنظيف وهي مقارنة الأحرف المنقوشة جيدا بمختلف اللغات القديمة حتى تبين أنها مكتوبة باللغة الأكدية من خلال أسلوب الكتابة المسمارية، وهي الكتابة التي كانت رائجة عند شعوب مابين النهرين وجنوب غرب آسيا.

ترجمة أصعب النصوص

في مثل هذه النوع من النقوش المنحوتة تظهر معاناة الترجمة لأن عوامل الزمن من الطبيعي أن تؤثر على تماسك الأحرف وطبيعتها لكن بعد مرور أيام توصل القائمون على ترجمة النض المدون على الرسالة اللوحية الصلبة إلى فك شفراتها.. فماذا وجدوا فيها؟

معروف عن تلك المنطقة تاريخيا أنها كانت إحدى حواضر التجارة بين مناطق العالم القديم،  أي أن حركة التجارة كانت دائرة بين نقاطها الهامة .. هذه الرؤية تاعدنا كثيرا في فهم تلك الرسالة وفك شفراتها.

ناني يعاتب التاجر

يقول كاتب الرسالة ناني، لرجل آخر اسمه إيا ناصر: يا سيدي إنني عانيت من الشحنة التي وصلتني من صنف النحاس الخاطئ والتضليل والتأخير في تسليم شحنة أخرى.

وأكمل كاتب الرسالة الغامضة يقول: لقد سائني سوء المعاملة التي تعاملني بها وذلك أمر لم يكن يليق بك بحق رسولي الذي أرسلته إليك.

وعد فأخلف

يبدو من كلمات الرسالة أنها عبارات عتاب شديد اللهجة خصوصا حينما وصف كاتب الرسالة الطرف الآخر الذي كان من المقرر أن يتسلمها بأنه أخلف ما وعد به ولم يسلم شحنة النحاس إلى الشخص الوسيط.. فهل سكت الشخص الذي استقبل الرسالة عن تلك الأوصاف..

كاتب الرسالة لم يكتف بالعتاب بل إنه أنذر الطرف الآخر، بأن جزاء سوء المعاملة التي تلقاها منه سيعطيه الحق في أن يمارس حقوقه ضد ويحافظ على كرامته التي هي أعز ما يملك.. بل إنه سأله: كيف سولت لك نفسك بأن تعامل إنسانا مثلي بتلك الطريقة؟

القطعة التي تحتوي على الكتابات لا زالت محفوظة في المتحف البريطاني.. فهل سيتمكن العرب يوما من استعادة تاريحهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى