منوعات

قصة قبلة عشاق الهند..هل تحج الجالية الهندية إلى غار بعيد عن الكعبة؟

زيارات زاد عددها في غضون الفترة الأخيرة من أبناء الجالية الهندية في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، إلى غار في إحدى جبال منطقة تبعد عن جنوب العاصمة حوالي ثلاثمائة كيلومتر، فما هي قصة هذا الغار؟ ولماذا يكثر ذهاب أبناء الجالية الهندية إلى هناك؟ وهل سيصبح قبلة الهنود للحج خلال الفترة المقبلة؟

قبلة العشاق الهنود

مكان عجيب بدأت الزيارات من أبناء الجالية الهندية التوافد عليه بكثرة خلال السنوات القليلة الماضية، فعلى الرغم من وجوده على أرض المملكة العربية السعودية، إلا أن الكثيرين منهم بدأوا يتهافتون على ذلك الغار وكأنه أصبح قبلتهم التي يداومون على التوجه إليها بين الحين والآخر بأعداد كبيرة، لكن السبب في زيادة معدل الزيارات إلى ذلك الغار يظهر بمتابعة أشهر العاشقين العرب وعشيقته.

غار قيس

إنه غار قيس الذي يوجد على جبل التوباد الواقع في وادي الغيل بالقرب من مدينة ليلى عاصمة محافظة الأفلاج ببلاد الحرمين الشريفين، ومركزها.. غار كان يذهب إليه قيس بن الملوح أو مجنون ليلى الذي يعرف قصته مع عشيقته ليلى العامرية القاصي والداني في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية.

فقيس كان يعشق ليلى عشقًا لقبه به العرب آنذاك بأنه أصبح مولعا بسبب زيادة هذا العشق الأكبر على مستوى قصص العرب وحكاياتهم التي خلدها التاريخ.

جدار ليلى

حكايات وروايات مختلفة وردت عن قصة العشق التي جابت الأرض بأكملها بين قيس وليلى، فكان قيس يحبها منذ أن كانا صغارًا، لكنه حينما تقدم لأهلها حتى يتمم الارتباط، حدثت المفاجأة.

عائلتها رفضت ارتباط قيس بليلى ووافقت على ارتباطها على شخص من أبناء عمومتها التي رحلت معه إلى الطائف، ليتحول مسار حياة قيس منذ تلك اللحظة فهام على وجهه في الدنيا لا يدري إلى أي وجهة يذهب، فطاف في البرية إلى أن صاحب وفقًا لإحدى الروايات الكثير من الكائنات الغريبة، وظل يطوف شبه الجزيرة العربية باحثا عن محبوبته، لدرجة أنه كان يذهب إلى منزل ليلى ليقبل الجدران، وينشد أبيات من نظمه الشعري :
أمر على الديار ديار ليلى.. أقبل ذا الجدار وذا الجدارا.
وما حب الديار شغفن قلبي .. ولكن حب من سكن الديارا.

الغار المتحول

لكن الغار الذي كان يلتقي فيه الحبيبان ويجلسا يتبادلان كلمات الحب عن علاقتهما العفيفة، أصبح مؤخرًا قبلة لأبناء الجالية الهندية في الرياض الذين زادت زيارتهم إليهم ليعيشوا جوًا من الحب والرومانسية.

بل إن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى أنهم أصبحوا يسجلوا أسمائهم بألوان مختلفة على جدرانه حتى تستمر مع صفحات التاريخ مجسدة بهذا المكان.

لكن بعض المواطنين السعوديين طالبوا بأن تمد يد التطوير إلى هذا الغار وإزالة تلك الآثار حتى يصبح مقصدًا سياحيًا في السنوات المقبلة، ربما لا يكون ولع الهنود بالغار لأسباب دينية ولكنه الولع بالتاريخ والشعر العربي وقصة الحب التي خلدها التاريخ.

هل تتوقع إجراءا من السلطات في بلاد الحرمين بشأن الغار في ظل اهتمام المملكة بالتاريخ والتراث العربي العريق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى