ثقافة ومعلومات

بيض الشمس ..مالا تعرفه عن أغلى فواكه العالم

خرجت من جوف الأراضي بأول ظهورها.. فأبهرت ناظريها بأبعد ما يتخليه أرباب الثروات.. اعتبرها الجميع طريقا سريعا إلى قمة أحلامهم، إنها «الكنز الأخضر» الذي سيدر الملايين التي لم يتخيلها طالبوها.. لكنه سر الأرض السورية التي تطوي بداخلها المزيد من مصادر الحياة.
تعال عزيزي المشاهد نتعرف معا على «بيض الشمس» ذلك الكنز الجديد الذي ظهر في سوريا من باطن الأرض الثرية

ثمنه يتجاوز ملايين الدولارات لكن خيوط الوصول إليه بقيت لفترة من الزمن خفية أسفل تراب يطوي تحته مفاتيح الحظ.. إنه في نظر من لا يعرفه عادي، لكن حينما تخالطه البذور الأولى لبيض الذهب يتحول إلى كنز أخضر تبتسم خيراته لمن لامسته أياديهم ليتجاوزا أي معاناة تعترضهم إلى الأبد.. هو بيض الذهب والكنز الأخضر، وهكذا تعارف السوريون على تسميته وأصبح أحاديث الناس كافة.. وحتى الآن لا زالت قيمته معلومة لمن جرَّبه وعلم أصله ووجهته المراد إيصاله إليها بعد العثور عليه..

بيض الشمس

لم يكن لبيض الشمس وجود في الأراضي السورية وكان بالنسبة لكثير من أبنائها لغزاً يصعب الوصول إليه أو كشف أسراره ليس فقط لغرابة الاسم ولكن لعدم وجود معلومة واحدة عنه .. أهو تكوين من المعادن الغالية؟ أم أنه (وفق تسميته) قد تناثر على الأرض من الفضاء؟ أم أنه كنز مكنون لدى الجان؟ .. لكن رحلة البحث عن إجابة لتلك التساؤلات تنتهي إذا علمنا أن «بيض الشمس» بعيد عن تلك الفرضيات التي أرقت عقول الباحثين في سوريا.. وكانت الإجابة حاضرة لمن بحث عنه أياما خارج الأراضي السورية وقرر بدء عمليات إنمائه والحصول على خيراته من الداخل السوري.

كيف يدخل بيض الشمس للأراضي السورية ؟

«كيف أحصل على خيرات بيض الشمس؟.. وكيف لي أن أنتقل إلى عالم الأموال التي لا تُحصى؟ إن هذه الأرض المباركة هي مصدر الخير والنماء».. أسئلة حيرت صاحبها.. وهكذا ظل يفكر مزارع سوري بسيط كان يؤمن بأن الحظ لا يصافح إلا مستحقيه وآمن آيضا بأن أرض بلاده مباركة لمن يستحق نيل تلك البركة.. وفي رحلة البحث عن المال علم ذلك المزارع أن الثروة ما من داعٍ للهجرة لطلبها طالما أن هذه الأراضي لا زالت تبتسم لمن يعتني بها.. وعلم الرجل أن هذا النوع من المزروعات يصل سعر الكيلوجرام منه إلى عشرة آلاف دولار.

دورة حياة تحت المراقبة

لكن هذا النبات لم ينبت في أراضيه من قبل.. وهنا قرر السوري تجريب مدى صلاحية أراضي بلاده لإنبات «بيض الشمس» فجلبه من موطنه الأصلي بعد علمه بسحر المعادلة التقليدية في مبدأ العرض والطلب في تداول هذا النبات الذي لم تصل إليه إلا أيادي الأثرياء الذين يطلبون فيدفعون وأدرك المزارع السوري أن أصحاب المال في دول عربية شقيقة بإمكانهم شراء محصوله .. بعد أن انتقل بتجاربه على ذلك النبات الرابح إلى مرحلة الزراعة حيث حصل على تفاصيل كاملة عن دورة حياة النبات تشمل التوقيتات الزمنية لزراعته وريه وتمهيد الأرض له قبل وأثناء مرحلة الزراعة.

ومن ثم استطاع أن يحقق من وراء هذا النبات أرباحا طائلة، والأهم من ذلك أن هذا النبات أصبح رائجا ومطلوبا لمن يبحثون عن المال والثروة .

بيض الشمس يتحول لماركة مسجلة

خرجت ثمار «بيض الشمس» إلى النور ومعها خرج ذلك المزارع إلى حياة الأثرياء ، فقد رسم خريطة توزيع الطلب على ذلك النبات الذي تجاوز الاهتمام به دول الجوار السوري.. وظلَّ الطلب عليه قائما في دول الخليج العربي ومن هنا بدأ المزارع السوري تكوين شبكة عملاء أصبحوا يطلبون «بيض الشمس» باسمه وخطط إلى مضاعفة إنتاجه لتلبية مطالب المصدرين الذين أصبح اسم ذلك النبات لديهم «ماركة مسجلة».. يطلبونه بكميات كبيرة نظرا لفوائده الغريبة والعجيبة ، وكلما زاد الطلب عليه زاد الإقبال على زراعته والاهتمام به بعد أن وجد لدى السوريين أرضا خصبة تصلح لنموه .

تهيئة شاملة وخدمة متكاملة

حياة الرجل أولاها للعناية بذلك النبات الذي يخضع لعملية تتبع دقيقة.. ولما لا؟ وهو النبات الذي ضمن لزارعه تحقيق الأرباح الدولارية التي لا تتحقق مع الزراعات التقليدية.. لكن بيض الشمس يتطلب تهيئة كاملة للتربة وجدولة مواعيد الري فضلا عن ضمان زراعته بطريقة تضمن للمزارع وصول أشعة الشمس إلى ثمار ذلك النبات الرابح حيث يبدو أمام المزارعين ياقوتا في جماله ولونه الأحمر القاني. وتعتبر أرباحه أقرب للكنوز الثمينة والأحجار الكريمة ، ربما لهذا السبب نسبوه إلى الطبيعة وأسموه بيض الشمس وهي التسمية الرائجة له والتي يعتبرها الكثيرون تعبر عنه بشكل كبير .

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في الأراضي السورية

«بيض الشمس» ليس الأول ولن يكون الأخير من المحاصيل التي تعد الأراضي السورية حديثة عهد بها، فهناك الكثير من المحاصيل الأخرى الجديدة التي وجدت بيئة خصبة لها في سوريا ، فقد بدأت مجموعات من المزارعين في ذلك البلد التخلي عن تركيز كامل جهودهم على زراعات تقليدية يغطي بعضها بالكاد تكاليف زراعته وانتاجه فضلا عن خلل معادلة العرض والطلب في تلك المحاصيل .

بينما نالت المحاصيل الجديدة ترتيبا دوليا من حيث قيمتها الاقتصادية والصحية فضلا عن تقييمها لدى خبراء على علم بحقيقة فوائدها .. ولا زالت المحاصيل الجديدة بحاجة إلى مزيد من التجارب العلمية للحصول على فوائدها كاملة وقد أشار كثير من الخبراء إلى أن لتلك المحاصيل ومن بينها «بيض الشمس» فوائد دوائية وعلاجية كبيرة.

ثمار تستدعي كاميرات المراقبة

وتستدعي أهمية فاكهة بيض الشمس المصنف بأنه من أغلى أنواع النباتات في العالم قيام بعض المزارعين في بعض الدول بوضع كاميرات مراقبة شديدة الدقة في المناطق التي يتم استزراعه فيها ويسمى بيض الشمس أيضا ميازاكي، ويلي في ترتيبه السعري العالمي فاكهة أخرى تسمى «نور جهان» والتي تزرع في إحدى الدول الآسيوية.. ويصل وزن الثمرة الواحدة من بيض الشمس إلى تسعين جراما وتحمل بالإضافة إلى فوائدها الصحية عوامل جذب أخرى وصلت بها إلى ذلك السعر فطعمها يجذب شاربيها من أصحاب الذوق الرفيع.. لكن ذلك الذوق يحتاج من صاحبه أن يكون صاحب ثروة كبيرة حتى يمكنه الحصول على ثمار تلك الفاكهة المصنفة بأنها فاكهة الأثرياء.

ولا زال معدل الطلب على فاكهة بيض الشمس محكوما بما تحويه من الفوائد التي تجعلها كنزا صحيا للجسم يستحق تقييمه بالدولار ودفع مبالغ مالية كبيرة من أجل شرائه بعد أن تصدر قائمة المحاصيل الأغلى على مستوى العالم عقب تقييم عدد من علماء الطب لها حيث اعتبروها بما فيها من مزايا صحية ومناعية للجسم صيدلية متاحة لزارعيها.فهل يمكن أن تتحول الأراضي السورية إلى مصدر رئيس لتصدير ذلك النوع من الفاكهة لبقية دول المنطقة؟
شاركنا عزيزي المشاهد برأيك في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى