ثقافة ومعلومات

يرتدي الجريد ويطوف القرى..مالا تعرفه عن بابا عاشور أسطورة المغرب الحية

لكل بلد تاريخها ، ولكل بلد أيضا عاداتها وثقافتها وأساطيرها الغريبة . وفي بلاد المغرب العربي المليئة بالقصص والأساطير ظهرت أسطورة رجل شعبي. يسمى بابا عاشور، والذي يظهر بالتحديد في ليلة عاشوراء ، ويطرق المنازل ليلا ، فمن هو هذا الرجل ، وما هي حكايته ؟ سأحكي لكم في التالي:

  كيف بدأت الأسطورة

يحتفل شعب المغرب بشكل خاص ومميز في يوم العاشر من شهر محرم من كل عام وفي هذا اليوم يقوم الأغنياء والتجار بتوزيع الهدايا على المحتاجين ، وظهر مع هذا الاحتفال شخصية هامة جدا تسمى بابا عاشور .

يقال أن شخصية بابا عاشور هي شخصية من الفلكلور المغربي. ظهرت وتأصلت منذ قديم الأزل وهي شخصية شعبية بجدارة موجودة منذ عدة عقود وبابا عاشور يشبه إلى حد كبير شخصية بابا نويل التي ظهرت في الثقافة الغربية .

ويقال إن بابا عاشور يظهر في ليلة عاشوراء ويحقق كل الأمنيات للكبار والصغار مما جعل الأمر يبدأ بحكاية ، ليصبح أسطورة متوارثة عبر الأجيال.

تحول لفن

ولجأ العديد من الممثلين في العصر الحديث إلى تأدية دور بابا عاشور والسير في قوافل وتوزيع الهدايا والتقاط الصور مع الصغار من خلال حملات اجتماعية منظمة ، ومن أشهر من يفعل ذلك الممثل المغربي الشهير محمد صوصي الذي يسير في قافلة بابا عاشور منذ عدة سنوات ، ويجوب القرى والمدن ليحقق أحلام الصغار ، وينتظره الكثيرون بشغف.

 أحيا الفكرة

ومحمد الصوصي بحث كثيرا وراء شخصية بابا عاشور منذ أن كان في الجامعة وكان يحلم بتجسيد هذه الشخصية التي تأصلت في وجدان المغاربة منذ عدة قرون.

من هي الشخصية الحقيقة

يقال إن يوم عاشوراء يقوم الكثير من الأغنياء بالتبرع للفقراء ولأن هناك العديد من الفقراء يتمنعون عن طلب الحاجة بأنفسهم لتعرضهم للإحراج ، ظهرت شخصية بابا عاشور ، أي الرجل الوسيط بين الأغنياء والفقراء كمرسال أو رسول بينهم بدون أن يشعر أي منهما بحرج ، ومن هنا نشأت هذه القصة وتطورت .

وكان يلعب دور هذه الشخصية عدة رجال ممن يثق فيهم الشخص المتبرع أو أبناء القرية ، ويقال إنه قديما كان هناك رجل يدعي ياشو هو أول من لعب هذا الدور وكان يرتدي ملابس مصنوعة من جريد النخل ويطوف القرية ، فيعطيه الناس ما يفيض لديهم ويقوم بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

وكان أحيانا يوم عاشوراء يغني الصغار وينادون باسم بابا عاشور في احتفالات كبيرة ومبهجة وأحيانا يتجول الصغار مرتدين أزياء غريبة وتنكرية ويقرعون الأبواب ، ويطلبون الحلوى من أصحاب البيوت .

كل ذلك ضمن احتفال يوم عاشوراء وأحيانا يقومون برش الماء البارد على بعضهم البعض ، وهو تقليد من ضمن تقاليد الاحتفالات بهذا اليوم المميز ، والذي سمى أيضا بيوم زمزم.

ويقوم بها الجيران والأصدقاء بين بعضهم البعض من باب الدعابة وينتهي اليوم بأكلة الكسكسي المغربية الشهيرة والمصنعة بوصفات مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى