ثقافة ومعلومات

بحث متكامل حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

يعتبر العصر الجاهلي هي الفترة الزمنية التي سبقت بعثة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وفيها عاش جميع العرب في شبه الجزيرة العربية، وكانت قد أمتدت هذه الفترة ما يقارب حوالي قرناً ونصف، وحيث قسّم مؤرخو الأدب فترة العصر الجاهلي إلى قسمين أساسين، هما الجاهلية الأولى، والجاهلية الثانية.

فالجاهلية الأولى فهي الفترة التي تمتد ترجع إلى زمن بعيد جداً ولا يعلم المؤرخون عنها شيئاً ولم يؤرخوا عنه أي معلومات لعدم علمه به على الإطلاق، أمّا الجاهلية الثانية فهي الفترة التي ترجع إلى نحو مئتي سنة قبل ظهور الإسلام، ولكن المؤرخين في الأدب الجاهلي لم يتوسعوا في هذه الفترة بشكل كبير، فقد اقتصر المؤرخون على قرن ونصف فقط قبل البعثة النبوية، كما أنّ عرب الشمال يُعدّون مجهولي التاريخ إلى حدّ ما، أما الأخبار التي تمّ الإسهاب فيها فهي تعود إلى الفترة الجاهلية الثانية وليست الأولى.

وقد سُمي العصر الجاهلي بهذا الاسم بسبب جهل من عاشوا في تلك الفترة الزمنية بالأمور الدينية، ولكن ليس المقصود بالمسمى من الناحية الفكرية والعقلية والحضارية، بل تميز العرب في ذلك الوقت بالفطنة، والذكاء، وسرعة البديهة، والتطور والنظام، فبالفعل قد أذهلوا جميع العالم بمدى التقدم الفكري والمعرفي.

مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي

إتقان اللغة العربية

تُعتبر اللغة العربية إحدى اللغات السامية الأصلية التي نشأت عن أصل واحد، وهي: الآشورية، والسريانية، والعبرية، والحبشية، واقتصرت اللغة العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات، ومرت اللغة العربية في العصر الجاهلي بالعديد من المراحل، فكان للعرب قديماً لغتان، وهما: اللغة الجنوبية، واللغة القحطانية، ولهاتين اللغتين حروف تختلف عن الحروف المتعارف عليها.
ثم ظهرت لغة أحدث منهما، وهي: اللغة الشمالية أو العدنانية. كل ما وصلنا من شعر في العصر الجاهلي هو باللغة الشمالية؛ لأنّ الشعراء الذين وصلنا شعرهم من قبيلة ربيعة، ومضر العدنانيتين، أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال؛ كقبيلة كندة، وطيء، ومع مرور الأيام تقاربت اللغتان كثيراً من خلال الاتصال بالتجارة، والحروب، والأسواق الأدبية مما أدى إلى تغلب اللغة القحطانية على العدنانية، ثم عُرفت بعد ذلك باللغة العربية الفصحى.

العلم

لم يكن هناك مايسمى بالعلم المنظم في العصر الجاهلي، ولا كان وجود للعلماء، وذلك يعود إلى الظروف الاجتماعية التي عاشها العرب آنذاك، بل كانت الطبيعة مفتوحة لهم، فيتعرضون لتجارب الحياة العملية، وعرف العرب آنذاك الكثيراً من النجوم ومواقعها، والأنواء وأوقاتها، وعرفوا أيضا نوعاً من الطب، وكانوا أول من توصل إلى علم الفراسة، والأنساب.

الشعر

يعتبر الشعر هو الكلام المُقفّى الموزون، وبرع العرب في هذا النوع من الأدب كثيرا وتفوقوا فيه عن غيرهم، حيث كان من التصورات الشعرية الفطرية لديهم، ومن أغراض الشعر التي برع بها العرب آنذاك: المدح، والهجاء، والغزل. النثر النثر هو الكلام الذي لا يتقيد بوزن أو قافية، واختيرت عباراته، وتراكيبه، وحسنت صياغته بحيث يؤثر في المستمع، ويختلف الشعر عن الكلام العادي الذي يتحدث به العامة.

النثر

ومن أنواع النثر في العصر الجاهلي: الخطابة، والحكم، والأمثال، والقصص، وسجع الكهان، ومن أبرز هذه الأنواع وأشهرها: الخطابة التي كانت تُقال أمام جمهور من الناس بهدف استمالتهم إلى رأي مُعين، أو إقناعهم بفكرة ما، أو نُصحهم للسير في طريق مُعين، وكثيراً ما كانت تُقال الخطبة في اجتماعات العرب في الحرب لحث المقاتلين على القتال، وقد تكون الخطبة طويلة أو قصيرة، ويغلب عليها السجع، وللخطيب صفات، فلم يكن يقوم بهذه المهمة إلا من امتلك الفصاحة، والبديهة، وجهارة الصوت.

الأمثال

فالأمثال عبارة عن جملٍ قصيرةٍ نوعاً ما، وتدلّ على تجارب كبيرة أو قصص طويلة، وقد أُخذت الأمثال من التشبيه، ويمكن القول إنّ كلمة المَثَل مأخوذة من قول: هذا مَثَل الشيء ومثله بحسب ما رأى علماء اللغة العربية، والجدير بالذكر أنّ الأمثال تمكّن الإنسان من معرفة أحوال وأخلاق وعادات أمة ما، كما أنّ الأمثال تعدّ دلالة على لغة شعب ما، وتكون أصدق من دلالة الشعر، ومن الأمثال ما يكون معروفاً عن أمم عديدة، ومنها ما يكون خاصاً بأمةٍ أو شعبٍ واحد، وهناك العديد من الأمثال التي يُذكَر قائلها في بدايتها، أو تُذكر القصة التي تم تأليف المثل فيها، وهناك العديد من الأمثال التي لا يُذكر قائلها أو مناسبتها، الأمر الذي يؤدي إلى نسيان قائلها مع مرور الزمن.

القصص

وكانت القصص مظهراً من مظاهر الحياة العقلية في الجاهلية والتي انتشرت بشكل كبير جدا عند العرب الجاهليين، لأهميتها ورد ذكرها في القرآن الكريم، وكان العرب يستمعون إلى القصص لأخذ العبرة والعظة.

ياسمين شرف

ياسمين شرف حاصلة على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة تقدير جيد جدا .. أعمل صحفية بقسم التحقيقات في جريدة تحيا مصر ، أهوى كتابة الروايات والرسم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى