ثقافة ومعلومات

هم العمالقة الذين ارتكبوا أبشع الحرام.. فكيف دخلوا الطريق الذي أطفأوا بعده النور المقدس وتحدوا السماء؟

كانوا عمالقة أقوياء لم تصل قوة في الأرض إلى مثل قوتهم، لكنهم قرروا أن يطفئوا نور الله وتحدوا السماء بقوتهم دون أن يدركوا أن قوتهم أمام النور المقدس لا تساوي شيئا.

 

قوة لم يصنعوا بها الخير

لقد ظهر هؤلاء القوم بعد سنوات من غمرة الأرض الكبرى بالماء وبعد أن استوت سفينة نبي الله نوح على جبل الجودي.. حيث أصبح الأرض وجميع من حولها مؤمنون بالله لا يعترفون إلا بالتوحيد الذي يكرم العقل ويجعل سيادة الإنسان فوق جميع الكائنات المسخرة لخدمته هو فقط.

لكن بعد تعاقب الأجيال ظهر هؤلاء العمالقة الذين أمدهم الله بقوة غريبة وبدأوا صناعة تماثيل لمجرد الذكرى كانوا يريدون أن ينظروا إلى تلك التماثيل لاستعادة تاريخ الآباء والأجداد الذين نجاهم الله في سفينة نوح حينما تعلقوا بها فنجوا وكانت نجاتهم تلك سببا في حياة هؤلاء الأحفاد.

خلوة بالتماثيل لطلب الخير !!!!

يوما وراء آخر بدأ العمالقة الأقوياء ينظرون إلى تلك التماثيل نظرة خاصة .. مرة يقف كبيرهم يتأمل جمال تمثال ومرة يضع أحدهم يده عليه يتحسس تفاصيله ويعيش أجواء يظنها أجواء روحية.. ومرة يزعم أحدهم أنه يطمئن نفسيا لخلوته بتلك التماثيل وفجأة وقعوا في المحظور الذي أغضب الله.
عبد العمالقة الذين قويت أجسادهم وضعفت عقولهم التماثيل من دون الله وكانوا أول من ارتكب أبشع فعل محرم بعد نوح عليه السلام وعادت الأرض تشكو إلى خالقها انطفاء نبراس الهداية وغياب النور الذي كانت تأنس به بعد انتشار الإيمان عقب رسو سفينة نوح.

سكان الأحقاف

إنهم عاد الأولى الذين غابت عن عقولهم فكرة النهاية فسكنوا الأحقاف وبدأوا حياة جديدة حتى أنهم فرغوا حياتهم لبناء القصور الكبيرة التي تناسب قوتهم لا لكي يسكنوا تلك القصور فترة مؤقتة وإنما ظنوا أنفسهم من الخالدين في الدنيا واعتبروا أن نهايتهم ورحيلهم عنها هو المستحيل.

لقد أغرتهم قوتهم وبدأوا في ممارسة أفعال أغضبت الله.. واهتزت لها الأرض من تحتهم تشكو إلى خالقها أفعالهم فقد وصل بهم غرور القوة إنهم بنوا مباني لمجرد اللعب والتسلية.. لكن إرادة الله اقتضت قيام الحجة والدليل قبل أن ينالهم أصعب عقاب..

دعوة إلى الله بالكلمة الطيبة

بعث الله إلى هؤلاء العمالقة نبيا كريما من قومه لإصلاحهم وهدايتهم.. وبدأ يدعوهم بالكلمة الطيبة ويجادلهم بالحجة والمنطق .. لكنهم تمادوا في أفعال الحرام واشترطوا على النبي أن يأتي لهم بدليل أو معجزة يثبت لهم بها أنه نبي ..
انتهت جميع محاولات النبي معهم حتى أنهم طلبوا العقاب دليلا على نبوة ذلك النبي.. وتحققت لهم أمنيتهم فحرمهم الله من ماء المطر وحينها عادوا في تذلل إلى ذلك النبي يريدون منه حلا فطلب منهم العودة إلى الله فكان ردهم بمزيد من التهاون..

النبي يدعو ربه

هنا رفع نبي الله هود دعاءه إلى الله يشكوه ظلمهم.. فزاد الجفاف ومن بعده ابيضت السماء بالسحب ومن بعدها شعور بالبرد ثم ريح بدأت تقوى وتقوى معها برودتها ولم تقو أجساد العمالقة على قوة الرياح التي حولتها إلى قطع متناثرة.. ووصل بهم غياب العقل إلى أنهم ظنوا أن تلك الرياح بشارة بالمطر بينما كانت نهايتهم. بعد سبعة أيام وثمانية أيام من أصعب الأيام على الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى